انطلقت جلسات مؤتمر الفكر العربي “فكر9” المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان «العالم يرسم المستقبل .. دور العرب» صباح أمس وتناولت الجلسة الأولى “دور العرب في رسم مستقبلهم” التي أدارها مدير وحدة الحكم الصالح بمكتب رئيس مجلس الوزراء بالجمهورية اللبنانية خليل جبارة استهلها معالي يوسف بن علوي بن عبدالله المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عُمان والذي تحدث عن دور العرب في رسم مستقبلهم حيث تطرق إلى إمكانية أن يلعب العرب دورًا إيجابيًا في رسم مستقبلهم، حيث يتأتى هذا الدور من التضافر العربي العربي، والاهتمام المشترك بقضاياه المشتركة والتركيز عليها وخاصة قضيته الأم القضية الفلسطينية. كما تحدث عن الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان في ضوء الأحداث الراهنة التي تعيشها الأمة اليوم، وفي ضوء مكانها الجغرافي وانتمائها السياسي إلى الجزيرة العربية، وبين أن مجلس التعاون العربي الخليجي يمكن أن يكون نموذجا للاحتداء به في التجارب والتجمعات السياسية لما يحمله من تجربة تاريخية وعمق سياسي. وأكد على أن الشباب هم الثروة الهامة في الأمة والتي ينبغي العناية بها وتأهيلها لتكون هي المحرك والقائد في المستقبل.وعرضت الجلسة الثانية التغيرات الجيوسياسية التي تحدث في العالم العربي وتحدث فيها باراغ خانا خبير العلاقات الدولية ومدير مبادرة الحوكمة العالمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي تحدث عن أهمية البنى التحية للدول العربية وأنها هي التي ستقوي من الوحدة العربية خاصة ربطها بالعديد من السكك الحديدة بين عواصمها الهامة، ومع العواصم المجاورة لها، كطهران، واسطنبول، وبين أن العرب مشاركة بشكل كبير في العولمة التي تسير العالم اليوم وذلك عبر اهتمامه بالشبكة العنكبوتية وتفعليهم لكثير من المواقع الإلكترونية. وأشار إلى أن الدول العربية وخاصة الكثير منها لم تتقدم كثيرًا في وضع البنى التحتية وخاصة تلك الدول التي استقلت بعد وينطبق عليها المقولة التي تشير إلى أن الاستقلال من دون بنى تحتية هو استقلال هش. كما ركز في حديثه على الأوضاع الدائرة في العراق والانفصالات السياسية التي تحيط به وخاصة موضع كردستان، وكذلك الأوضاع في فلسطين، وبين أن الدول العربية يوجد بها تنوع لكن ليس بينها تناغم ويجب تعزيز هذا التنوع وتعزيز واقع العالم العربي ليكون مشاركًا في الأحداث العالمية. وناقشت الجلسة الثالثة موضوع اقتصاد المعرفة في العالم العربي وتحدث فيها أمين الناصر نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في شركة أرامكو السعودية وبين كيفية إسهام اقتصاد المعرفة في إيجاد أو خلق المنافسة على صعيد التكنولوجيا والموارد البشرية والتدريب والاستكشاف وكيف يمكن لاقتصاد المعرفة أن يسهم في تعزيز صناعة النفط والغاز. وأوضح المتحدث الآخر في الجلسة الأستاذ نظمي النصر الرئيس المكلف بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالسعودية أن هناك دور جديد مفتوح في الاتجاهات العالمية والفرص الإقليمية المتعلقة باقتصاد المعرفة وفي بناء وتوفير مجالات نمو اقتصادية واجتماعية جديدة، وأشار إلى تجربة الجامعة في الاستفادة من الأبحاث والدراسات المنفذة على البحر الأحمر وسبق أغواره. وفي الجلسة قبل الأخيرة تحدث الدكتور برهان غليون مدير مركز دراسات الشرق المعاصرة في فرنسا عن المبادرات الاجتماعية في الوطن العربي وبين أنه لا يوجد في الوطن العربي أي حظ أو ما يشير إلى ذلك في المستقبل بل إننا كبلنا قدرات هؤلاء الشباب وأرغمناهم على العيش في نظام وصاية شامل على كل اتجاهاتهم ومعرفتهم، وما ينبغي فعله هو تشجيع الشباب على التفكير المفتوح وعدم فرض هذه الوصايات. كما بين أن المبادرات في الوطن العربي تعد قليلة جدًا لا تتجاوز 10% في كل البلدان العربية بينما بقية ال 90% من الشعب معطل ولا يقوم بأي عمل يذكر وغدا وزن بلداننا العربية لا يتجاوز وزن دولة مثل المجر، كما ينبغي ألا نركز على الوطنيات المغلقة في عالمنا العربي لأن هذا من شأنه أن يزيد الحساسية بين هذه الدول والتي توسعت وازدادت أكثر من السابق. مشيرًا إلى أن حالة الإحباط التي يعيشها مثقفونا في العالم العربي مردها الأساسي هو شيوع الأمن من قبل السلطة وتكبيل أفواه المثقفين، وكذلك احتكار الموارد والثروات أيضًا سبب من أسباب الإحباط التي تعيشها بلداننا العربية، وينبغي تجاوز كل هذه الأمور والسير إلى وحدة عربية تستفيد من كل الإمكانات والجهود الموزعة فيها.وفي الجلسة الأخيرة تحدث عدد من المفكرين حول موضوع الفكر العربي الحديث والتصالح مع العصر وهم: آمال قرامي، ورضوان السيد، وسركيس أبو زيد، وعبدالله السيد ولد أباه، ومنى فياض، ودار حديثهم حول أهمية الأفكار في عالمنا العربي وأن قوة هذه الأفكار هي التي من شأنها أن ترسم العالم العربي كما يمكنها أن تصوغ قدرة الجنس البشري إلى آفاق جديدة. كما أوضحوا أن قوة الأفكار وتلاقحها أيضًا سبب في نمو العالم وتوجهه للأمام ومن هنا فإن قراءة البنية الفكرية العربية المعاصرة ونقدها وبيان مناطق الضعف والقوة فيها انطلاقًا إلى قبول التنوع وتخفيف الإقصاء المتبادل للأفكار هو محاولة لفتح الأبواب لطرق جديدة في التفكير من خلال نظرة شمولية تتعدى النظر إلى الشجرة للنظر إلى الغابة فتغير النمط التفكيري من التفكير في المشكلة إلى التفكير في الحل هو أول الخطوات من أجل المشاركة العربية في المستقبل العالمي.وتختتم اليوم جلسات وأعمال مؤتمر مؤسسة الفكر العربي التاسع بعرض لشباب فكر، وعدد من الموضوعات التي تستكمل دور العرب في رسم مستقبله ومستقبل العالم. وستتابع الجلسات اليوم ويعقبها حفل توزيع جوائز الإبداع العربي.