اتسعت جدة وازدحمت شوارعها وأصبحت السياقة فيها تثير الأعصاب من شدة تراكمات السيارات في الشوارع الرئيسة والفرعية، وأمام الإشارات، وفوق الكباري وتحتها، حتى شوارعها التي تمثل شرايينها الرئيسة مثل طريق المدينة الطالع والنازل، وطريق الحرمين السريع لم تسلم من اكتظاظ السيارات، حتى إنها أصبحت تئن وتعجز أحيانا أن تحقق الانسيابية المرورية المنشودة أمام أرتال السيارات المتتابعة من الجنوب والشمال. رغم كل الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المسؤولة في الدولة سواء وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة محافظة جدة أو وزارة النقل التي تسعى جاهدة لتوسعة الشوارع، أو إضافة كبار أو عمل أنفاق لتسهيل حركة المرور وتسريع حركة تنقل المركبات بين أجزاء المحافظة المتباعدة، ورغم ذلك الاختناقات المرورية ما زالت قائمة خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، وتزداد المعاناة والتكدس مع وجود الحفريات والإصلاحات التي طالت معظم طرقات المحافظة وشوارعها على امتداد المدينة وعرضها. هناك شارعان رئيسان يحتاجان إلى توسعة وتصحيح مسار: الأول: شارع المطار القديم عند تقاطع طريق الملك خالد مع شارع المطار القديم (عند فندق الكندرة سابقا)، بعد تجاوز الإشارة باتجاه الشرق يضيق الشارع بشكل عجيب ويأخذ انحرافا خطيرا حتى يستقيم مرة أخرى قبل الوصول إلى طريق الأمير ماجد في وسط المطار.. فلو تم اقتطاع جزء بسيط من أرض المطار القديم ليستقيم الشارع ويقوّم هذا الاعوجاج لأراح الناس كثيرا من الالتفاف العجيب، ولسهل حركة المرور كثيرا عند هذا التقاطع. الشارع الآخر الذي يحتاج إلى نفس المعالجة يقع عند الطرف الشرقي لكتف الكوبري لنفق الملك عبدالله والملاصق لمكتب الخطوط السعودية سابقا (أمام الاويسس مول) هذا المسار الجانبي الموازي للكوبري من جهة الجنوب لو تمت توسعته قليلا بإزالة جزء من مكتب الخطوط السعودية القديم وتمت إضافتها للطريق لسهل حركة المرور للقادمين من الغرب باتجاه الشرق، خاصة أن هذا الطريق يخدم خطوطًا كثيرة مثل القادمين من: طريق المدينة النازل، وشارع خالد بن الوليد والمتجهين شرقا، وكذلك القادمين من غرب جدة وجنوبها باتجاه شرقها. لقد أصبح السير في مدينة جدة أمرا صعبا للغاية، حيث تُمثل أعداد السيارات ثلث أعداد سكانها تقريبًا، وأصبح الواحد منّا يحمل همًا كبيرًا في التنقل بين أجزاء هذه المدينة المتباعدة الأطراف، كما أن الواحد منّا يفكر مليا قبل أن يخرج من بيته أيّ الطرق سوف يسلك حتى يصل إلى مبتغاه في أسرع وقت ممكن وبدون مشقة أو عناء، فمعظم الطرق مشغولة، والحركة دائبة، والحفريات وإصلاحات الشوارع متواصلة، وإنشاءات الكباري والانفاق قائمة ولكن بحركة بطيئة جدًا أرهقت معظم الناس. إن التوجه العام للدولة هو تسهيل حركة السير، وفك الاختناقات المرورية وضمان انسيابية المركبات في معظم أرجاء العروس، ونأمل أن يتحقق ذلك بالتوسعة في الشوارع الضيقة أو المسارات التي تحتاج إلى تصحيح وضع التي مر عليها أكثر من 30 عاما وهي بنفس السوء لم ينلها التطوير أو التحسين الذي تشهده العروس في معظم جنباتها، والمثال على ذلك تقاطع طريق الملك خالد مع شارع المطار القديم. نأمل أن نحظى قريبا بحل مرضٍ لمعالجة هذه الإشكالات التي أتعبتنا ردحا من الزمن وما زلنا منتظرين. فهل أنتم فاعلون؟! [email protected]