* أتذكرين حينما أتاني صوتكِ أول مرة كيف تهدجت نبراتي ووضح ارتباكي وكأني طفل صغير لم يعِ بعد شيئا من الحياة.. أو تذكرين حينما رأيتك للمرة الأولى كيف خفق قلبي وحملني إلى غير مكان فلم أشعر بما يدور حولي وسرحت مع خيالي وتساءلت مع ذاتي أيعقل أن يكون هذا عشقي الذي انتظرته طويلاً..؟! * بداياتي معكِ حولتني إلى طيف يعيش مع من حوله بجسده، أما فكره وعقله وقلبه فمعكِ يتصوركِ جمالاً ويتخيلكِ ملاكاً ويحاكيكِ نسمة ويتراقص لذكراكِ طرباً. حين كنتِ تسألين عن هذا وذاك كنتُ أبني قصوراً من آمال وأنسج خيوطاً من أحلام وأرتقي هامات من أمجاد. وعندما أخبرتني بسفركِ طار فؤادي قبلكِ وأخذت أبحث عنكِ في وجوه العابرين واسأل طرقات وساحات المدينة عن وصولكِ، ولما علمتِ بولهي عليكِ رددتِ ونبراتكِ نغمات.. لا تسأل امرأة عن امرأة أخرى وكأن المدينة التي سافرتِ إليها امرأة تغار منكِ. * لأيام كنت أتخيلكِ بقربي وأهدئ قلبي بكِ وأعلم أنكِ في الفضاء من حولي تحلقين بين ثنايا روحي رغم بعد المسافة والمكان عنكِ إلا أنهما كانا سعيدين بكِ. كنت أرتعش كالخائف من فقدانكِ وأرتعب من بعدكِ ولم يُقوني سوى يقيني أنكِ في عمق أعماق ذاتي. وحين عزمتُ على السفر للقياكِ ولو من بعد كانت خطواتي تسابقني إليكِ وكانت عيناي ترفان وتدمعان تستحثاني للإسراع لرؤيتكِ لتهدآ، وكان فؤادي ينبض بقوة يُحفزني إلى لقائكِ ليطمئن وتعود إليه السكينة. * عندما رأيتكِ من بعد كنتِ كما أنتِ زنبقة حياة ونعيم وجود وعطر فضاء وضياء مكان والكل حولكِ يحلقون مبهورين، حينها وددتُ أن أصيح بأعلى صوتي لأقول في تباهٍ هذه حبيبتي وهذه سكون ذاتي وراحة بالي. * طار حينها خافقي ليحضنكِ وينعم بدفء لا يعرفه إلا بقربكِ وتسمرت عيناي وهي تنظر إليكِ حتى كأنها جمدت لأنها تتمنى توقف الزمن عند تلك اللحظات الجميلة الدافئة، ولم تتحرك قدماي وكأنها انغرست في الأرض تخاف ابتعادكِ. وجودكِ في ذلك المكان زاده بهاءً وأكسبه ألقاً، وسحرني روحاً وعقلاً وجسداً فلم أعد أعرف حينها هل أنا في واقع أم خيال. * كنتِ عنقاء أسطورية بغموضها وسحرها فسرحت أتخيل نفسي صقراً يحلق إلى جواركِ في كل الفضاءات وفوق كل الشواطئ ويحملكِ بتباهٍ إلى كل الغيمات، كنت اقرأ في عينيكِ ولمحاتكِ رغبة في تعانق روحينا وسموهما فوق الصعاب وكنت أنتشي حتى الوله رغم بعدكِ هناك إلا أنكِ هنا في أعماق أعماقي. فاكس: 6718388 – جدة[email protected]