صدر في الرياض كتاب جديد بعنوان " شاهد عيان على ذلك الزمان 1946 -1948م " للواء معاشي ذوقان العطية ( مطابع الحميضي 2010- 1431 ه ) وهو أحد ضباط الجيش العربي سابقا ، حيث يغطي فيه العطية فترة تعايش معها المؤلف ضابطا بين طوائف الشعب الفلسطيني الكريم ، من غزة إلى يافا ونابلس و صفد والناصرة مرورا بالقدس الشريف ومشاركته في معركتها عام 1948م ، ولهذا يعتبر هذا الكتاب بمثابة شاهد على حال فلسطين وأوضاعها في تلك الفترة ( 1946-1948م) . ويؤكد المؤلف أنه بعد 60 سنة من هزيمة العرب في 1948 فإن العرب لم يبصروا حتى الآن أسباب تلك الهزيمة المرة التي قادت الى ماقادت إليه من هزيمة أكبر ، مشيرا إلى أن العرب لم يتعلموا من أخطائهم السياسية والعسكرية مع العدو ، متهما الانقلابات العسكرية بجر الويلات على الأمة العربية . ويشير إلى أن العرب لم يفيدوا أيضا من دروس نجاحات العدو في معاركة العسكرية وتحركاته السياسية ، مفندا عددا من الأراء التي أخذها الناس دون التحقق من صدقيتها ، مشيرا إلى أنه قرر بعد أن زاره أحد المؤرخين الشباب الشباب عام 2006 كتابة شهادته حول تلك الفترة التي عايشها ، في هذا الكتاب موضحا أنه أحس أنه من فرض الواجب الكتابة للأجيال القادمة عن الظروف السائدة في فلسطين والوطن العربي بصدق ودون خوف على شكل روائي السائل والمجيب هو المؤلف على ضوء أيام عاشها بين أهل فلسطين . ويجيب الكتاب عن عدد من الأسئلة في 342 صفحة من القطع المتوسط : من الذي أعطى وعد بلفور ؟ من الذي كان يحكم فلسطين ؟ من الذي فرض على بريطانيا الانسحاب من فلسطين ؟ من الذي سلح اليهود؟ كم كانت قوة اليهود في ذلك الزمان ؟ مايملك العرب من قوة ؟ لماذا أعلن الأردن الحب على ألمانيا ؟ بأي سلاح حاربت الجيوش العربية؟ من الذين رفضوا التقسيم ؟ من الذين طالبوا بالحرب على غير بصيرة ؟ من أين أتت فكرة جيش الإنقاذ ؟ ماذا فعل جيش الانقاذ ؟ ماهي قدرات العرب جميعا ؟ كما يقدم الكتاب وصفا محملا بالحزن والأسى والدموع لسقوط المدن الفلسطينية في أيدي اليهود و حجم المؤامرة الكبرى التي تعرض لها أهل فلسطين من القوى الكبرى . اللواء العطية من مواليد مدينة سكاكا بمنطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية على الحدود الأردنية عام 1350ه - 1920 م ، وهو لواء ركن متقاعد حاصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية.. وأحد أبرز الكتاب والمؤلفين في المنطقة ، ألف عدداً من الكتب تناولت التراث الشعبي والتاريخي في منطقة الجوف ، إضافة إلى كتب أخرى في الشأن العربي العام . من مؤلفاته أوراق جوفية ، عصاميون، حدائق الجوف، الغزو الأمريكي للوطن العربي ، خطوات على الطريق.. يعد من جيل المخضرمين الذين عاشوا تجارب إنسانية وعملية عديدة ، فقد هاجر مع العديد من شباب الجوف للعمل في الجيش العربي الأردني. شارك في حرب فلسطين ضد العصابات الصهيونية ، وعمل مندوبا للأردن في عدد من الدول، ثم عاد إلى المملكة وعمل في الحرس الوطني ليصل فيه إلى رتبة لواء. يزدان مكتبه بلوحات تراثية لمنطقة الجوف .. تتوسطها خارطة لفلسطين بمدنها وقراها ، سهولها وجبالها.. ربما يعيش معها ذكريات الأربعينيات من القرن العشرين حينما كان موجودا فيها..