نفى مصدر مسؤول في جوازات العاصمة المقدسة تلقي إدارته أي تعليمات جديدة في شأن تحسين وضع البرماويين الذين يقطنون في المملكة، على خلفية تصريح وزير العمل بتحسين أوضاع المقيمين في المملكة ولا يحملون إقامة نظامية، من خلال العمل النظامي في القطاع الخاص بعد تدني مستوى المعيشة الاقتصادية لدى من لا يحمل إقامة. فيما أكد فهد الشمري مدير مكتب العمل والعمال بمكةالمكرمة هذا النفي أيضا وقال إن إدارته لم تتلق أي شيء رسمي بخصوص البرماويين، إذ تابعنا الخبر فقط في الصحف. وأشار إلى أن الدولة تحرص دوما على رقي المواطن والمقيم وتوفير فرص عمل لهم. والمح في حالة وصول توجيه بشأن البرماويين سنعمل عليه وفق ما يصدر من الجهات المختصة. وكان فريق بحثي مشترك من وزارة الداخلية، ومعهد خادم الحرمين الشريفين، والندوة العالمية للشباب الإسلامي شرع العام الماضي في تنفيذ دراسة ميدانية للتعرف على أوضاع الجالية البرماوية في مكةالمكرمة وتقديم المقترحات لتصحيح أوضاعهم، والاستفادة من وجودهم عبر سياسات وآليات ملائمة. وأشارت النتائج الأولية للدراسة إلى أن استيطان هذه الجالية يشهد تزايداً مستمراً خلال السنوات الأخيرة، حيث كشفت أحدث التقديرات إلى وجود 150 ألف مقيم برماوي من دون هوية من بين نحو 500 ألف برماوي مقيم في الأراضي السعودية، ويترتب على هذا الوضع بعض الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وكانت الجهات المختصة عمدت إلى تصحيح أوضاع الكثير من المجموعات والأفراد من المقيمين البرماويين، بعد أن حصلوا على الإقامة النظامية، وأدى ذلك إلى استقرار الكثير منهم وانتقالهم إلى مرافق جديدة للعمل، وارتفعت دخول بعضهم، ما ساعد على تحسين أوضاعهم السكنية والمعيشية. ولاحظت الدراسة أن الزيادة السكانية لا تزال مستمرة على رغم من تشديد الرقابة على الهجرة الوافدة، إذ يعد المخالفون بعد أداء الحج والعمرة مصدراً رئيساً للزيادة. وينتشر البرماويون في نحو 43 حياً عشوائياً قرب المنطقة المركزية، تنقسم إلى خمسة قطاعات، هي: كدي، والنكاسة، وجرول، والرصيفة، إلى جانب أحياء متفرقة أخرى وتتصف المناطق التي يسكنون فيها بطبيعة صعبة لوقوعها في شعاب عالية بعيدة، وتتسم الطرق إليها بالوعورة وانخفاض الكفاءة، والقسم الأكبر من أراضي تلك الأحياء هي أراض حكومية تم إعمارها من دون ملكية شرعية. وقدمت الدراسة توصيات ومقترحات للحد من ظاهرة استيطان البرماويين إلى أقصى درجة ممكنة، ومن ذلك إعادة بعضهم إلى بلدهم الأصلي بشكل مناسب وتصحيح من سيبقى منهم وتقليل أعدادهم في المناطق المزدحمة في مكة . ويعيش البرماويون بالمملكة منذ 75 عاما عملوا خلالها في أعمال كثيرة منها محلات السمك والخضار والمطاعم والمهن الحرفية مثل البطرمة والنجارة والسباكة وغيرها من الأعمال المهنية.