*قراءة أولية حضنتُ رؤايَ أمام الرياحِ وأفرزتها عن جروحي التي قد رماها اللظى في عروقي وقلتُ: أيا عاصفات الأماني خذي ما أردتِ فإن جذوري بعمق الحياةِ وإن سمائي تعانق روحي فيشتد يشتد بيني وبين الليالي الوثاقُ ويرتد نحو المياه القراحُ * الرحيل رحلت إلى الفجر أحمل من سافرات المعاني أنين السؤالِ أجر رداء المساء ليترك آثاره مثل وشم ورائي فيبكي الطريق على من تراوده شهوة للجوابِ يمد الغريق يديه ولا منقذ من سديم المحالِ «وآليت ألا أكون كمن كان» حتى ولو داهمتني الدروب بلحظ السكوتِ فإني سأمشي إلى آخر الليلِ أعلم أني سأنظر خلفي أرى هوةً في الطريقِ وأعلم حين يَفِزُّ الرحيلُ سيحمل في الخرج غيري الصباحُ * حفيف نداء سأصرخ في الكائنات بصوت تقطعه الزاحفاتُ اللواتي وُلِدْنَ بِغُنْجٍ جوارَ ندائي لعل المدى يظل كأصغر حبة رملٍ تخاف رياحي إلى من ستغدو رؤايَ ؟! إلى الخاسرين ؟! إلى العاشقين ؟! إلى الشامتين ؟! أترجع نحوي كخيبة (أمي الحياة) ؟! أترجع تحمل خسرانها في إنائي؟! فقلت: لربطة عنق الجمال الضياعُ ولي دهشة الذيل حين يلامس أرضَ الكلامِ اليراعُ سأصرخ أصرخ لكن إذا ما صرخت سيذبل في لحظة للتجلي الصياحُ * جناح ذاكرة مشابك ذكرى من الماس صِيغَتْ أُعَلِّقُها في صدور الذين سينسون أني عشقتُ طريقي إليهم وينسون أني بكيتُ عليهم وجففتُ أوراقَ قولي الفصيح وطرزتها من بهاء النقوش وَدَقّّقْتُ في الرسم أجمل حرفٍ كسيتُ بها عريَ من باعَ ودِّيْ وطار بعيدا فهل سيعودُ مع الخافقاتِ إذا ما عشقت جنوني الجناحُ؟! * حداثة صبي رسمتُ قناديل كرزٍ بأعين قومٍ حيارى وجمّدتُ تلك البحار لترسو سفينة ساقي الفناءِ فينزل منها صبي شقي يشاغب حول المزارعِ يقطف من أعين العابرين بقايا السناءِ يفر إلى ما يريدُ وليس إلى ما أريدُ فأغضب دهرا أعيش صراعا عميقا فهل سأكون كشيخٍ حكيمٍ يُردِّدُ ما ينتج القوم منذ سنين عجافٍ وإلا أكونُ الصبيَّ الذي لا يريد القديم يظل كمهرٍ جموحٍ ولا يرتضي بغير سياج الحديث سلاحُ * بئر الحكايات تجف حكاياتُ قومي من البئر شيئا فشيئا وينضب في الراحلين الكلامُ فلا قول يبقى ولا كلمة في الحناجر ترقى يقولون ما لا يراه الغريب حيال الظمأْ كما أنهم يسمعون من البيد ما جف منها يريدون ماء ولكن دلو الوجود يعود بطين كريه ويسكن فيه الصدأْ فتسكت كل الحكايات فيهم ويسكت من شهرزاد الكلام المباحُ * قراءة أخيرة أسجل بين المسافات فوق الوشاحِ : أزيزَ رجالٍ وهودج أنثى- دموعَ سرابٍ- تحرّك رملٍ- ولهفةَ طفلٍ – سكوتَ رياحٍ - بريقَ هلالٍ- ولفتةَ برقٍ- جذورَ كلامٍ- أسجل بين الفراغات وَقْعَ الخطى في الظلالِ وأملأ حتى الزوايا بهمس الجمالِ أعمّقُ في لوحتي لون شكلي وأطبع فيها تراتيلَ قولي ليعلو من الطين نحو سمائي الوشاحُ ...