• لا فرح أمام الأطفال سوى قنوات الفضاء، وحكايات نكلودين كحكاية (سلطع برجر) وجبروته الذي أودى بعمال المطعم إلى عالم الجنون، حيث كان قراره إبقاء مطعمه مفتوحًا لمدة أربع وعشرين ساعة، وبنفس العمال الذين لم يجدوا حلاً سوى الرضوخ لرغبة سلطع وجبروته، وأمام حاجتهم للمال ظل المساكين يعملون ويواصلون الليل بالنهار، وفي مدة 15 يومًا وصل بهم الحال إلى ما لم يكن لدرجة أنهم أصبحوا يشاهدون أشياء خيالية، ويتخيلون عملاءهم كلهم بحجم سندوتشات الهمبرجر، وذلك من شدة الإعياء والتعب الذي سببه لهم قرار سلطع الظالم ومن هذه الحكاية التي هي خيالية جدًا لكنها تكاد تحدثنا عن ظلم بعض الناس ومعاناة البعض مع أولئك الظالمين الذين بالتأكيد لا يرحمون كل من يعمل معهم، ومثل سلطع في عالمنا كثير. • بعض المسؤولين أيضًا لا يختلفون عن سلطع حين ينسون أنفسهم ويعاملون من يعمل معهم معاملة كريهة، كأولئك الذين يبدأون دوامهم اليومي بعد العاشرة، ومن ثم يقومون بتطبيق أقصى العقوبات على مرؤوسيهم لدرجة أنهم يخصمون دقائق التأخير التي يجمعونها لمدة شهر كامل من رواتب المتعبين، والتي ربما تكون أسبابها خارجة عن إرادة البعض، لكن عقلية سلطع المخلصة في تكريس الظلم، واستغلال عباد الله هي موجودة في عالمنا الذي لا يختلف عن عالم سلطع الكرتوني حين تراه في عالم سلطع الإنسان المسؤول، الذي لا يحضر للدوام إلاّ متأخرًا ولا يغادره إلاّ مبكرًا، ولا أحد يستطيع أن يمس راتبه أو مشاعره، ومثل هذه النوعية هي أشد فتكًا من سلطع وجنونه الذي أودى بعماله إلى كارثة ومعاناة حقيقة ولو أتيحت لهؤلاء الفرصة لحرثوا الأرض بالناس، وحاصروا كل من حولهم بظلمهم البالغ في القسوة والإيذاء. • خاتمة الهمزة.. البشر لا يريدون أكثر من معاملة إنسانية عادلة تليق بهم لا معاملة سلطع وجنونه.. هذه خاتمتي، ودمتم.