الصورة التي تقدمها الدراما العربية والمصرية بالتحديد، عن الإنسان السعودي ما زالت تخضع منذ السبعينات وحتى الآن لتنميط معيب، بالإضافة إلى جهل فاضح تشي به طريقة النطق العجيبة للهجة السعودية فضلا عن طريقة ارتداء الزي السعودي المثيرة للضحك. وهو ما يتجاوز حدود التنميط ليصل إلى العشوائية المخلة. الشخصية السعودية في أغلب الأحوال، تُقدم باعتبارها نموذجا للإنسان الباحث عن الملذات الرخيصة، مع ما يستلزمه ذلك من إصابتها بأعراض التورم الحاد في الجيب والسفه الشديد في الإنفاق. نحن قطعا لا ننكر وجود هذه النوعية من البشر في مجتمعنا، ولا ننكر أنهم يستغلون حاجة الفقراء من العرب والسعوديين ايضا لتحقيق مآربهم غير الأخلاقية. لكننا بالتأكيد نرفض التنميط من منطلق رفضنا للتعميم. ليست هناك شعوب خيرة وشعوب شريرة، وليست هناك مجتمعات ملائكية وأخرى شيطانية. هناك فوارق فردية تميز بين البشر، وليست هناك فوارق عرقية يمكن استخدامها للمفاضلة بين الناس. هذا التعميم ألحق بنا نحن العرب ضررًا كبيرًا، والمفروض على من يكتوي بالنار أن يكون آخر من يحرق بها غيره. الشخصية العربية في هوليوود عموما هي شخصية شهوانية، فاسدة، جاهلة.. وأخيرًا إرهابية أو متطرفة في أقل الأحوال. وإذا كان من الطبيعي أن تظهر الشخصية العربية مقرونة بهذه السمات على شاشة هوليوود التي تؤدي دورًا سياسيًا لحساب الجهات المتنفذة والمتصلة بأصحاب القرار هناك، فإن من غير المفهوم أن يقوم الفنان العربي بتكريس صورة نمطية عن بعض الشعوب الشقيقة مرسخا بذلك انطباعا يساهم في خلق ثقافة عدائية أو تحريضية. بالتأكيد ليس هناك غرض مفهوم من وراء رواج الصورة النمطية للإنسان السعودي في الدراما المصرية بالتحديد. وبالقطع ليس هناك مستفيد من وراء ذلك، وليس هناك أي احتمال لوجود تحريض أو توظيف سياسي من وراء الكواليس يهدف إلى المعالجة الدرامية المعيبة والمسيئة، التي تتناول الإنسان السعودي. أكثر من ذلك فإن البعد الشديد عن المصداقية في نقل التفاصيل المتعلقة بالشخص السعودي كلهجته (لاحظ تعدد اللهجات في السعودية) وطريقته في الملبس، لم تعد مقبولة تحت أية حجة من الحجج بعد عصر الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات التي جعلت العالم بالفعل قرية صغيرة. ترى ما هي الأسباب؟