ويسجل الإعلام بالصور والتعليق هذه العناية الخاصة التي يحظى بها المجتمع النسائي بكل شرائحه من القيادة الرشيدة، لتتصدر الصفحات الاولى للصحف صورة المرأة وهي تقف بين ايدي المليك القدوة تنال منه التكريم والقلائد والوشاح الملكي ويشار اليهن بالبنان في صور تاريخية تتابعها الابصار محلياً وعالمياً. ومما يميز سمات خطبه للرعية توجيه عنايته للذكور والاناث اقتداء بآيات القرآن الكريم كما يستحضر ما يحرص عليه رسولنا المصطفى صلوات الله عليه الذي يوصي على ان النساء شقائق الرجال، فيطبق على نفسه معنى قوله “لا يكرمهن الا كريم...” حين اشار في حديثه حول تقرير حالته الصحية بقوله اللماح: “يقولون انزلاق غضروفي او عرق النسا”، “النساء ما شفنا منهن الا كل خير” وهي جملة استدراكية تبقى شهادة للتاريخ المضيء لحكمته وعقليته المتفتحة المستنيرة بهدي كتاب الله وسنة نبيه الكريم، فاطمئن مولانا المليك المفدى نحن بدورنا نحفظ هذا الصنيع الملكي من الاهتمام بمسيرة المرأة وصون كرامتها، ونجتهد ان نكون عند حسن الظن بنا في اداء مسؤوليتنا في الحياة على الوجه الذي يقر أعين الجميع. أعادك المولى الى حضن الوطن سالماً معافى ودمت للشعب الذي يبادلك كل التقدير والاعتزاز. هذا السلوك الرفيع من القيادة الرشيدة هو رسالة ذات مغزى للاجيال الواعدة تفتح صفحات من التقدير والاحترام لدور المرأة وتثمين جهودها وتأثيرها في حياة الفرد والمجتمع، وتشجيع عطائها ومشاركتها في مراحل التنمية ويمنحها الفرصة المنصفة لتحمل المسؤولية الدنيوية، ويعلن عن انتهاء عهد التهميش والتجاهل والتغافل عن مسيرتها واجحاف حقوقها المشروعة المصيرية، حيث مازالت توجد شرائح بالمجتمع لم تعتد ان تحصل المرأة على هذه المساحة المخصصة والواضحة المعالم من التسليط الاعلامي على حقيقة ادوارها وتأثيرها وعطائها، فقد كان المعتاد حتى وقت قريب المرور على اخبارها مرور الكرام وعلى استحياء وتخوف من ذكر اسماء الامهات والاخوات امام الاخرين من الرجال، لما يسببه من الاحراج والانتقاص في عقول ذات مفاهيم تربوية خاطئة تتنافى مع حقيقة شريعة السماء، مما يشجع ضعاف النفوس على المضي في الاساءة والانتهاك والتجاوز في التعامل مع معشر النساء بأشكال من التضييق والعضل ويتخذونهن مثاراً للسخرية والتنكيت ويتعالون ويحتالون على المرأة ويستضعفونها ويهضمون حقوقها المشروعة. ولكن تتوالى المواقف المساندة والمؤازرة من كل افراد القيادة الرشيدة مما شجع على تكريم المسيرة النسائية في محافل اخرى متعددة ثقافية وعلمية واجتماعية باعتبار ان المرأة مواطن من الدرجة الاولى وهو النهج الفريد الرباني الذي اعاد احياءه من جديد المليك القدوة بكل صراحة وشفافية ومصداقية وحرص على المصلحة العامة وكسب الرضا الالهي، مما يشجع الجميع على تبين هذه اللمسات والملامح والسمات الرئيسة لاستعادة اخلاق النبلاء والفرسان عند التعامل مع الوسط النسائي، فالخالق عز وجل ينسب معشر البشر الى اسماء امهاتهم يوم القيامة فيأتون (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ...) [القمر] وهذا من أكبر مظاهر التكريم والاعتراف بمكانة المرأة في الأرض والسماوات العلى. SalwaMosly.jeeran.com