تستثمر الكثير من العمالة الوافدة من جنسيات آسيوية بقاء بعض الحجاج الذين مازلوا في جدة، ويعدون الوجبات الاسيوية التي يفتقدها الحجاج خلال تواجدهم في موسم الحج. وتفترش بعض العمالة الاندونيسية المقيمة، أراضى الساحات وبعض المواقع على كورنيش جدة لإعداد الوجبات الشهيرة في المطبخ الاندونيسي، لتقديمها للحجاج باسعار منخفضة لا تتعدى الخمسة ريالات للوجبة الواحدة. ويقدم هؤلاء العديد من الأصناف، الغذائية وللشواء وتحضير أشهر المأكولات الشهيرة بالتوابل الإندونيسية الحارة، ومن ثم بيعها للحجاج. ويبدو أن وجود مثل هؤلاء المقيمين معلوم لدى فئة الحجاج من أبناء جلدتهم؛ إذ يفضلون التوجه إلى تلك المناطق كأماكن معروفة لهم بغرض السياحة والتنزه على الكورنيش وزيارة الأماكن التي يعتقدون أنها تاريخية. ويقول أحمد الحربي “سائق باص للحجاج الاندونيسيين”: معظم الحجاج يطلبون التوجه إلى منطقة الكورنيش، وتحديدًا مسجد الرحمة، نظرا لانه من المساجد ذات التصميم المميز، وهو ما يعطى انطباعا لدى الحجاج بأنه من المناطق الاثرية. وأضاف: بعض العمالة الوافدة تستثمر توجه الحجاج إلى هذا المكان، ويأتون منذ وقت مبكر، ويبدأون في اعداد الوجبات، وهي عادة اكلات اندونيسية، يفضل الزوار تناولها من ايدى ابناء جلدتهم. ويشير عدد من المواطنين إلى أن هذا التوافد اعتدنا عليه في مثل هذا التوقيت من كل عام، إذ تحرص بعض العمالة الوافدة على اعداد الوجبات المميزة لابناء جلدتهم الذين يأتون لاداء فريضة الحج. ويقول أبو ياسر: اعتدنا منذ سنوات على توافد الاندونيسيين هنا وفرش البسطات، وطبخ مأكولاتهم الشهية المعروفة والمميزة. وعما إذا كانت تلك الظاهرة تسبب إزعاجًا لرواد الكورنيش قال: لا توجد مشاكل منهم فهم يأتون في الصباح للتنزه بينما يقوم المقيمون هنا للبيع لهم، في حين يأتي الحجاج لزيارة مسجد الرحمة لتميزة بالتصميم الهندسي، الذي يجعل البعض يعتقد انه من الاثار التي في المملكة. ويصف محمد الحوات ان توافد الاندونيسيين بانه يجعل المنظر العام وكأنه بأحد شواطئ اندونيسيا الخلابة. وتتوزع مجموعات الوافدين في مناطق مختلفة، فالقرب من مسجد الراجحي بالبلد، يقيم مجموعة من الباعة بسطات لبيع بعض المواد الغذائية والمأكولات التي تستخدم في صنع الطعام الاسيوي مثل (الارز والساتي والمعمول الاندونيسي) ولا تتعدى سعر الوجبة خمسة ريالات، ويتكرر المشهد ومجموعات البائعين امام احد الفنادق التي تستضيف الجالية الاندونيسية، إذ عمد البعض على اعداد نوعيات من الارز الاندونيسي المفضل، وهو ما اعتبرته حاجة من الخدمات المميزة، إذ إن الغالبية العظمى من الحجيج لا تقبل على طعام الفنادق، ويشترون ما يعد ويقدمه البائعون من ابناء جلدتهم.