رجّحت دراسة حديثة لشركة «فاليو بارتنرز»، المتخصصة في مجال الاستشارات الإدارية في منطقة الشرق الأوسط، أن خدمات الفيديو حسب الطلب ستصبح النمط الثاني الأكثر شيوعًا لدى جيل الإنترنت بعد خدمات البث التلفزيوني العادي، لتتفوق بذلك على تسجيلات الفيديو الشخصية، ومتابعة الفيديو على الأقراص الرقمية، وتحميله من شبكة الإنترنت. صرح بذلك زوران فاسيلييف، المدير التنفيذي لشركة «فاليو بارتنرز» بدبي: قائلا إنه من أجل الوصول إلى الجيل الجديد من عشاق استخدام الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط، يتوجب على جميع عناصر القطاع إيلاء المزيد من الاهتمام لنماذج الاستخدام الجديدة من قبل هذا الجيل، وكيفية الوصول إليه. وكغيرها من باقي مناطق العالم بات الجيل الجديد في منطقة الشرق الأوسط يبتعد شيئًا فشيئًا عن الأشكال الأخرى من خدمات الفيديو، والاتجاه أكثر نحو خدمات “حسب الطلب”. ومن المفترض أن يحظى نموذج تلك الخدمات بالمزيد من الشعبية في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت دراسة جديدة أجريت من قبل شركة فاليو بارتنرز في المملكة المتحدة إلى أن الجيل الجديد منفتح على دفع مبالغ صغيرة حوالى 0.50 جنيه استرليني لمتابعة المحتوى التلفزيوني، وخصوصًا إذا مكّنهم ذلك من تجنب الإعلانات وضمان جودة عالية للصورة. وأشارت الدراسة إلى أن 11% قد دفعوا مقابل خدمات الفيديو أو المحتوى التلفزيوني عبر شبكة الإنترنت في الماضي. أما الفئات التي أبدى المستطلعون استعدادهم للدفع مقابل الحصول عليها فكانت على الشكل التالي: الأفلام 91%، الرياضة 36%، دراما 30%، كوميديا 30%. وأشار 64% من المستطلعين إلى أهمية المتابعة بجودة عالية للصورة، كما أشار 59% إلى أهمية تخطي الإعلانات كأسباب مهمة للدفع لقاء هذه الخدمات. وألمحت فاليو بارتنرز إلى أن الجيل الجديد في منطقة الشرق الأوسط سيكون أكثر انفتاحًا لمسألة الدفع مقابل محتويات مختارة من خدمات الفيديو حسب الطلب، لا سيما إذا مكنهم هذا المحتوى من تجنب الإعلانات وضمان جودة عالية للصورة. وعلى الرغم من عدم ترسخ فكرة الدفع مقابل خدمات البث التلفزيوني لدى هذا الجيل، إلا أنهم باتوا يبدون المزيد من التوجهات الاختيارية الذاتية بدفعات مالية قليلة. كما أظهرت الدراسة أن محطات التلفزيون التقليدية قد بدأت باستخدام مواقع الشبكات الاجتماعية لزيادة وتعزيز التقييمات لدى الجيل الجديد. ومن جهته قال إيمانويل دورو، كبير مديري الارتباط لدى فاليو بارتنرز دبي: إن متوسط أعمار 55% من سكان المنطقة ما دون ال 25 عاما، كما أن 70% من مستخدمي الإنترنت فيها ينشطون على مواقع الشبكات الاجتماعية، لذلك تشكل هذه الشبكات الاجتماعية أدوات هامة بالنسبة لمبتكري المحتوى وشركات البث. وتشكل هذه المواقع وسيلة اتصال شبه فورية تتيح الفرصة للتأثير في شعبية البرامج من خلال التفاعل مع قادة الرأي ومن خلال الحفاظ على صفحات مميزة خاصة بالمعجبين. ويشير دورو إلى أنه يتوجب على محطات التلفزة التقليدية المنافسة بشكل أكبر لاستقطاب اهتمام جيل الإنترنت من خلال المزيد من أشكال الترفيه والتواصل التفاعلي. وتعتبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي أحدث هذه الأشكال. واختتم دورو حديثه قائلًا: إن بعض شركات البث التلفزيوني في منطقة الشرق الأوسط ركبت موجة خدمات الفيديو حسب الطلب، إذ دخلت شبكة روتانا على سبيل المثال في شراكة مع ياهو لبث خدماتها على بوابة الفيديو حسب الطلب التابعة لشركة ياهو، ويتوجب على الشركات المولدة للمحتوى وشركات البث في المنطقة الإبداع والابتكار للحفاظ على مستويات المشاهدة، وتبني أحدث التقنيات مثل التقنيات ثلاثية الأبعاد والحقيقة الافتراضية لاستقطاب جيل الإنترنت.