التاريخ دائمًا يقف شاهدًا على الأحداث العظام، وما يحدث هذه الأيام بين ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز وشعبه النبيل الشعب السعودي، لابد أن يسطره التاريخ. فعندما ألمّت بخادم الحرمين الشريفين هذه الوعكة الصحية، وتناقلت ذلك وسائل الإعلام كأنما ألمّت الوعكة بكامل الشعب، فترى الألم والقلق على كافة وجوه أفراد الشعب -صغيرهم وكبيرهم- وكنت أتابع ذلك في وجوه الناس، فانتقلت إلى مواقع الإنترنت والمنتديات، حيث يعبّر كل شخص بما في نفسه دون التعرّف على شخصيته الحقيقية.. هناك وجدت نفس الإحساس من الألم والقلق على كل ما عبّروا به، وسطّروا عن رجل وضع شعبه في عينيه، فبادله شعبه حبًّا لم نرَ له مثيلاً في التاريخ. وعندما غاب -حفظه الله- عن عادته السنوية، وهي الإشراف بنفسه على راحة حجاج بيت الله الحرام، وأناب رجل المهمات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالإشراف على راحة الحجاج، زاد قلق أبناء شعبه، ويعرف هذا الرجل النبيل قلق شعبه، وتألّمهم ليظهر عليهم ويقول: (ما دمتم بخير فأنا بخير).. كلمات قليلة عفوية، ولكنها تعبّر وتعطي مدلولاً كبيرًا عظيمًا، فتذرف الدموع فرحًا وطربًا، ويبتهج الشعب بالعيد، ويداعب -حفظه الله- أبناء شعبه، ولا ينسى حتى النساء يمازحهن بأبوة حانية بكلمات تذرف عيون بناته فرحة بعودة طلته، ومن هذا القلب الكبير الذي وضع هذا الشعب فيه واحتواه -صغيره وكبيره، ذكره وأنثاه- وتظهر عظمة الملك بعفوية عندما يخاطب -حفظه الله- مستقبليه في مجلسه ويقول: (أرجو أن تسامحوني؛ لأنني لم أسلّم عليكم).. فأي عظمة هذه التي جعلت خادم الحرمين الشريفين يتملك قلوب ومشاعر شعبه، فيبادله أفراد شعبه جميعًا: سلمت، ودمت.. مادمت بخير فنحن بخير ياخادم الحرمين الشريفين. إنه ملك يحس ويشعر أن أفراد شعبه هم أبناؤه، وبناته، وإخوانه، وأخواته، وأنه واحد منهم، يسهر ليناموا، ويتعب ليرتاحوا، فيحس الشعب ويشعر ويلمس هذه الحقيقه التي نادرًا ما تحدث في هذا الزمان، فيزداد حبًّا لمليكه -الذي وهو مريض- لم ينسَ أبناء شعبه حتى في قمة ألم المرض. فهنيئًا لخادم الحرمين الشريفين هذا الحب والوفاء، والدعاء من شعبه النبيل، وهنيئًا لشعب نبيل هذا مليكه. محمد علي الشريف العجلاني - القنفذة