قتل جنديان كوريان جنوبيان بعدما أطلقت كوريا الشمالية أمس قذائف على جزيرة كورية جنوبية فيما توعدت سيول ب"رد قوي" في حال تجدد استفزازات بيونغ يانغ، وفيما ندد البيت الابيض بالحادث اعربت الصين "عن قلقها" وحذرت روسيا من تصعيد الوضع في شبه الجزيرة الكورية. واعلن الجنرال لي هونغ-كي متحدثا باسم الجيش الكوري الجنوبي ان جنديين قتلا فيما اصيب خمسة آخرون اصابات بالغة وعشرة بجروح طفيفة. وقد اطلقت كوريا الشمالية عشرات القذائف على جزيرة كورية جنوبية ما أدى الى رد من سيول التي وضعت قواتها في حالة تاهب قصوى، وردا على ذلك توعدت كوريا الجنوبية ب "رد قوي" في حال قيام كوريا الشمالية باستفزاز جديد، على ما اعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية، وجاء في بيان الرئاسة ان "جيشنا سيرد بقوة على اي استفزازات جديدة". واضاف ان "قصف كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونغ يشكل استفزازا مسلحا واضحا. وان قصفها المتهور لاهداف مدنية امر لا يمكن الصفح عنه"، واضاف "على السلطات الكورية الشمالية ان تتحمل مسؤوليتها". وهذه المواجهات تعتبر بين اخطر المواجهات التي وقعت منذ الحرب الكورية (1950-1953) وقد أججت التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وذكر تلفزيون "واي تي ان" ان حوالى خمسين قذيفة سقطت على جزيرة يونبيونغ الواقعة في البحر الاصفر في منطقة متنازع عليها بين البلدين والتي سبق ان شهدت حوادث أخرى في السابق. وقال لي جونغ سيك وهو احد سكان الجزيرة ايضا "هناك عشرة منازل تحترق على الاقل. والدخان يرتفع منها كما ان بعض التلال تحترق". واضاف: "كما ابلغنا عبر مكبرات الصوت بإخلاء منازلنا"، واظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد في سماء الجزيرة. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قال: إن "وحدة مدفعية كورية شمالية قامت باطلاق نيران غير شرعية بشكل استفزازي وعمدت القوات الكورية الجنوبية الى الرد على الفور في اطار الدفاع عن النفس". وتوعدت قيادة جيش كوريا الشمالية بشنّ هجوم عسكري «بلا رحمة» ضد كوريا الجنوبية متهمة كوريا الجنوبية بأنها بادرت الى اطلاق النيران أولا كما افادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. وجاء في بيان صادر عن القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي ان «العدو الكوري الجنوبي ورغم تحذيراتنا المتكررة ارتكب استفزازات عسكرية متهورة عبر اطلاق قذائف مدفعية على اراضينا البحرية قرب جزيرة يونبيونغ ، واضاف البيان الذي اوردته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الجيش الكوري الشمالي «سيواصل شن هجمات عسكرية بدون هوادة او تردد اذا تجرأ العدو الكوري الجنوبي على اجتياح اراضينا البحرية بملمتر واحد»، وتابع «انه ردنا العسكري التقليدي لصد اعمال استفزازية بشكل صاعق لا هوادة فيه»، واضاف البيان انه في البحر الغربي (البحر الاصفر) «سيكون هناك الحدود البحرية التي نرسمها نحن فقط». والحدود البحرية المتنازع عليها شمال الجزيرة كانت شهدت اشتباكات بحرية دامية في 1999 و 2002 وفي نوفمبر الماضي. وقال متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية بدأت القصف بعدما وجهت بضع رسائل تحتج فيها على تدريبات للبحرية الكورية الجنوبية وسلاح الجو والجيش قرب الحدود، قائلة إنها كانت تجري تدريبات عسكرية معتادة قبالة الساحل الغربي قبل أن تبدأ كوريا الشمالية في إطلاق عشرات القذائف، وأضافت أنها كانت تطلق النيران أثناء التدريبات العسكرية ولكنها لم تستهدف الشمال، وصرح مسؤول عسكري كوري جنوبي «كنا نجري تدريبات عسكرية معتادة والطلقات خلال التدريب كانت متجهة غربا وليس شمالا.»