تشهد مطاعم جدة وبعد عودة الحجاج من اداء مناسكهم في المشاعر المقدسة، حالة من الرواج والانتعاش اعتاد العاملون عليها كل عام، ووصف العاملون في مطاعم عروس البحر الاحمر أن جدة باختلاف مطاعمها تخاطب ثقافات الكثير من شعوب العالم التي جاء مواطنيها لاداء فريضة الحج، معتبرين أن جدة تخاطب الحجاج بكل لغات الأكلات من خلال تقديم الوجبات الاسيوية، الشرقية، الاوروبية، والعربية التقليدية. وعلى نفس المنوال تشهد الاسواق العامة في جدة حالة من الانتعاش إذ يقبل الحجاج على تلك الاسواق بغرض الشراء، واقتناء الهدايا التذكارية التي يقدمونها لذويهم عند عودتهم إلى بلدانهم. ففي مطاعم جدة المتخصصة تقديم الوجبات الاسيوية يجد الحجاج من إندونيسيا وجبات اعتادوا على تناولها في بلدانهم، وهو ما اعتبره احد العاملين في تلك المطاعم ويدعى أيمن العبد “موظف كاشير” إحدى المميزات التي تتمتع بها مدينة جدة خلال موسم الحج. ويضيف: إن الحاج يأتي للمطاعم التي تلبي احتياجاته وتقدم مأكولات تشبه ما يأكله في بلاده حيث يأتي الحجاج بمسميات غريبة، لا تقدمها غير المطاعم المتخصصة المنتشرة في جدة. واشار إلى أن الحجاج القادمين من إندونيسيا لا يفضلون الأكل إلاّ من المطاعم الآسيوية، إذ ان افتتاح مثل هذه المطاعم وشيوعها وخاصة في أماكن التسوق يسهم في جني أرباح ضخمة خلال هذا الموسم. ويصف العبد أن السواد الاعظم من الحجاج يرون في مدينة جدة مكانًا ملائمًا تجتمع فيه ثقافات بكل لغات العالم، والمأكولات المختلفة هي نوع من تلك الثقافات التي تتمتع بها العروس من خلال المطاعم المتنوعة التي تقدم ما يحتاجه الحجاج بعد اداء مناسكهم. بدوره أبدى احمد سيفي، سروره بسبب إقبال عدد كبير من العمالة الآسيوية على مطعمه، مشيرا إلى أن هناك ارتفاعًا في نسب المبيعات تتراوح بين 70 إلى 80 في المائة، وهو ما لاحظه من خلال الاقبال على المطعم في اليومين الماضيين. أمّا عبدالمنعم “موظف في أحد المطاعم” فيقول: هناك رغبات مختلفة للحجاج، وبالطبع تلك الرغبات تختلف باختلاف جنسية الحاج، فالحاج المصري وبعد اداء مناسكه يقبل عادة على المأكولات الشعبية التي يفضلها، أمّا الآسيويون فيلجأون إلى الاكلات المعروفة، مثل الارز والخضروات والاسماك، ناهيك عن الوجبات الحارة التي يفضلونها. * انتعاش الاسواق ولا يختلف الوضع كثيرًا في الاسواق التجارية عن المطاعم إذ تشهد حركة البيع في محلات الملابس والهدايا والادوات الكهربائية، انتعاشًا ملحوظًا قدره العاملون في تلك المحال بانه يزيد ب20 في المائة بسبب اقبال الحجاج على الشراء. ويرى عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة والخبير الاقتصادي ابراهيم السبيعي : إن موسم الحج يسهم وبشكل كبير في إنعاش الاقتصاد، مشيرا إلى انه على الرغم من ذلك فإن الاستفادة القصوى من هذا الانتعاش ليست مستثمرة بالشكل الكامل. واضاف السبيعي ل”المدينة”: هناك جوانب عدة يمكن أن نستثمرها للحصول على أرباح ضخمة في الموسم الحج، مثل تمديد فترة بقاء الحجاج بعد انتهاء الموسم وإتاحة أكبر وقت ممكن لهم في أماكن تواجدهم مثل الفنادق والمستشفيات والمطارات وغيرها ,فيجب انعقاد الجلسات في الغرف التجارية وغيرها بين رجال الأعمال والمسؤولين لطرح الأفكار المبدئية وعمل الدراسات ومعرفة المعوقات لاستغلال موسم الحج بشكل أكبر ، إذ ان العائدات الملحوظة خلال الموسم مستغلة بنسبة 20% فقط.ويقول خليل عبدالله “صاحب محل أجهزة إلكترونية” إن نسبة الأرباح ترتفع خلال فترات موسم الحج إذ تبدأ الحركة قبل المناسك بأسبوع وبعدها أيضًا، مشيرًا إلى أن الزيادة تتراوح بين 15 إلى 20 في المائة بعد عودة الحجاج. وأضاف: يسهم موقع السوق بشكل أساسي في حالة الانتعاش والرواج، فكلما كان السوق قريبًا من الفنادق، وأماكن تجمع الحجيج كان الاقبال كبيرًا، والحركة التجارية منتعشة. من ناحيته يقول عادل باديان “بائع في محل للهدايا و العطور ” يزيد الإقبال على محلنا والمحلات المحيطة خلال موسم الحج، إذ تشهد الحركة انتعاشًا قبل الحج، وتزداد بعد اداء الحجيج مناسكهم، لافتًا أن الحركة الأكثر انتعاشًا هي التي تأتي بعد أن يؤدي الحجيج مناسكهم، ويستعدون إلى العودة إلى بلدانهم، وقدر عبد الله الزيادة في حجم المبيعات وانتعاش السوق بنسبة 25 في المائة عن الحركة في الأيام العادية.