حظي ضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام 1431ه بقطف ثمار مشروع التقنية والتطوير لفكر أمير من نوعية “استثنائية” أخذ على نفسة الانطلاق ب (الهلال الأحمر السعودي) من عربات متواضعة ليصل بها إلى أسطول تقني بمزايا تكنولوجية متقدمة تلامس العالمية. عندما يكون العمل الميداني مبرمجًا ومدعومًا بخطة عمل لها بداية ونقطة وصول تكون المحصلة النهائية مضمونة النتائج، ذلك هو ما كان علية أسطول "الإسعاف الجوي" في حج هذا العام 1431ه، حيث أنهى العاملون على هذا المشروع الوطني والذي كرس لخدمة ضيوف الرحمن جميع مراحلة الثلاث بكل جدارة واستحقاق. خطة ثلاثية يقول الكابتن عبدالحكيم الجوفي مدير عمليات الإسعاف الجوي السعودي: إن "الإسعاف الجوي" شارك في موسم حج هذا العام لأول مرة بخمس طائرات وفق خطة قسمت إلى ثلاث مراحل، بدأت بتمركزها في خمسة مواقع متفرقة لضمان مرافقة ضيوف الرحمن والحرص على سلامتهم أثناء توافدهم إلى المشاعر المقدسة في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وذلك من يوم 25 ذي القعدة وحتى يوم السابع من ذي الحجة، لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية من الخطة والتي تتمركز فيها جميع الطائرات المشاركة في مقر الإسعاف الجوي السعودي بعرفات لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة والتي تستمر حتى يوم الثالث عشر من الشهر نفسه. 78 طلعة جوية واختتم الإسعاف الجوي هاتين المرحلتين بنجاح كبير حيث تم تنفيذ ما مجموعه 78 طلعة جوية، منها 30 مهمة إسعافية تفاوتت بين نقل مصابين من الحجيج داخل المشاعر المقدسة واستجابة لبلاغات إسعافية ونقل مصابي حوادث مرورية على الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة من كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، و 48 طلعة تدريبية للطواقم العاملة على الطائرات. توجيهات مستمرة وأضاف الجوفي: صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر يؤكد دائمًا على الحرص على تقديم أفضل خدمة ممكنة لضيوف الرحمن من خلال خطتنا للمشاركة في حج هذا العام، وقد أعددنا الخطة المناسبة لذلك واختتمنا المرحلتين الأولى والثانية منها بنجاح كبير بفضل الله، ونحن راضون كل الرضا والحمد لله عن أداء البرنامج والعاملين فيه، ونحن في أتم الجاهزية لبدء المرحلة الثالثة من الخطة والتي تتضمن عودة الطائرات إلى الانتشار خارج المشاعر المقدسة على الطرق بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة لمرافقة ضيوف الرحمن أثناء عودتهم، بعد أن أنهوا مناسكهم بسلام والحمد لله، وذلك حتى يوم 20 / 12/ 1431 ه. مهمات "خطرة" وواصل الإسعاف الجوي طلعاته الإسعافية في منطقة المشاعر المقدسة والمناطق التي يتجمع بها حجاج بيت الله الحرام، حيث نفذت الطائرات الخمس مهمات إسعافية مختلفة الخطورة تركز معظمها في مشعر منى والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، وتم نقل تلك الحالات من خلال مهبط جسر الجمرات الشمالي في منى عن طريق إحضارها بواسطة فرق الإسعاف الأرضي والصعود بالمصعد المخصص لسيارات الإسعاف ومن ثم التعامل معها من قبل الكوادر الطبية المتخصصة التابعة للإسعاف الجوي إلى حين إيصالها للمراكز الطبية الكبرى في العاصمة المقدسة. وقال الكابتن الجوفي: إن ما يجده فريق العمل من دعمٍ ومتابعةٍ شخصية في كافة المجالات من لدن سمو رئيس الهيئة يجعلنا نبذل المزيد من الجهد ونضاعف من قدراتنا على التحمل، علاوةً على ما للعمل الإسعافي من منح ذلك الشعور الجميل بالإنسانية والبذل عن طريق تخفيف الآلام ومداواة النفوس المكلومة، لذا لم أسمع أو ألمس يومًا من أيٍ من أعضاء فريقي أي تذمر أو امتعاض، بل يعودون والأنفس تكسوها غلالةٌ من الرضى وحب العطاء ولله الحمد، مؤكدًا على جاهزية آلياته وأطقمها البشرية للمزيد من خدمة ضيوف الرحمن في مملكة الإنسانية. حالات متنوعة وأفاد الدكتور عادل قصادي المنسق الطبي في "الإسعاف الجوي" أن الحالات الإسعافية كانت عبارةُ عن إصابات متنوعة من ذبحةٍ صدرية وضيق حاد في التنفس وقصور بوظائف الكلى فرضتها ظروف الحشود البشرية والازدحام، والمجهود الذي قام به الحاج الكريم في الأيام السابقة، وتم نقل العديد منها إلى مستشفى النور وحراء وتعاملت معها طواقمنا الطبية المدربة تدريبًا جيدًا على مباشرة مثل تلك الحالات بكل مهنية واقتدار حتى حين تسليمها للمراكز الطبية في العاصمة المقدسة. استعداد مبكر بدوره قال المدرب بندر عبدالله بارحيم مدير وحدة إسعاف العاصمة المقدسة: في كل عام وقبل بدء موسم الحج تقام العديد من الدورات المتخصصة لمنسوبي الهيئة الميدانيين في جميع مواقعها المختلفة، والتي تراعي ما قد يطرأ من مشكلاتٍ في الطقس أو في صحة الحجيج أو إعاقةٍ لتحركات الحشود الكبيرة من حجاج بيت الله الحرام، مع العلم أن تلك التوقعات خفت حدتها في السنوات الأخيرة، وأن هذه الاستعدادات حظيت بدعم مسؤولي الهيئة وقياداتها، ووجدت احتفائية حقيقية من قبل منسوبي الهيئة ومتطوعيها للالتحاق بها.