كل عام تزداد أجهزة الدولة جاهزية لخدمة حجاج بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة وزوار المسجد النبوي الشريف، والسبب أن الاستعدادات تبدأ دائمًا بعد الانتهاء من موسم كل عام، حيث الوقوف على السلبيات التي سجلت أثناء مسيرة الحج منذ بدء توافد الحجيج لأرض الحرمين الشريفين حتى الانتهاء من مناسك الحج والعمرة والزيارة فتشرع الأجهزة بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وأجهزة منافذ المملكة المتنوعة بالتجهيز لموسم الحج المقبل، ونتيجة هذه الجهود الكثيفة والعمل المستمر والبذل السخي والإشراف المباشر من قيادة البلاد أعزهم الله، تقفز الخدمات سنويًّا من حسن إلى أحسن في جميع المجالات، وكل ذلك يعود على الحاج والمعتمر والزائر والمواطن والمقيم بالراحة والطمأنينة، إلاّ أن حج هذا العام امتاز باستعدادات مبكرة، وتجهيزات لم يسبق لها مثيل على مختلف المستويات، الخدمية والصحية والأمنية والبشرية، بالإضافة إلى المنشآت التي أنجزت بوقت قياسي لنفس الهدف، كالتوسعة التاريخية الموفقة للمسعى، وجسور الجمرات المتكررة، وبدأ عمل قطار الحرمين بالمشاعر المقدسة، وتحسين وتوسعة المسارات للراجلة والمركبات بين المشاعر، وتظليل بعض المواقع في منى لاتقاء حرارة الشمس، وهطول الأمطار، والانتهاء أيضًا من مشروع المظلات التي تحيط بالمسجد النبوي الشريف. وكانت نتائج هذه المشاريع العملاقة محمودة، ومشكورة ولله الحمد للناس وللتاريخ على المستوى الداخلي والخارجي، ولا ينكر إيجابياتها إلاّ من يرى النور ظلامًا. وممّا ينبغي علينا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء أن نحمد الله ونشكره على أن هيأ لنا قيادة راشدة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترعى حقوق الصغير والكبير، وتبذل كل جهد، ومال لراحة ضيوف الرحمن. ولم يقف عطاؤها عند زمان ومكان فحسب، بل يتجدد بالوصول إلى الأفضل، وهذا ما يلمسه الحاج والمعتمر والزائر والمواطن والمقيم كل عام، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وبهذه المناسبة السعيدة يتوجب علينا أن نرفع بكل فخر واعتزاز التهنئة الصادقة والشكر الجزيل بعد شكر الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله- والشكر والتهنئة لصاحبي السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجان الحج بالمدينةالمنورة، ولجميع الأجهزة المشاركة لنجاح حج هذا العام بصورة مشرفة، التي كانت نتاج جهد متواصل، وتنظيم مدروس، وأموال بذلت من حكومة فتية رشيدة. فأدام الله على بلادنا الأمن والأمان، وجميع بلاد المسلمين، وكل عام والجميع بخير، والله المستعان. [email protected]