أفرجت ميانمار عن الحائزة على جائزة نوبل للسلام اونج سان سوكي امس بعد انقضاء فترة الاقامة الجبرية في منزلها مما اعطى البلاد صوتا قويا مناصرا للديمقراطية بعد مرور ايام قليلة على انتخابات تعرضت لانتقادات واسعة النطاق. وقالت سوكي لالاف من انصارها المبتهجين الذين احتشدوا عند بوابة منزلها المطل على بحيرة "هناك وقت لالتزام الصمت ووقت للحديث. يجب أن يعمل الناس في انسجام. آنذاك فقط يمكننا تحقيق هدفنا." ودخلت بعد ذلك منزلها لعقد اول اجتماع منذ سبع سنوات مع حزبها الرابطة القومية من اجل الديمقراطية بينما اشاد زعماء العالم بإطلاق سراحها وأبدوا ارتياحهم وحثوا المجلس العسكري الحاكم في بورما السابقة على الافراج عن مزيد من السجناء السياسيين. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "إنها بطلتي ومصدر إلهام لكل من يعمل لتعزيز حقوق الإنسان الأساسية في بورما (ميانمار) وفي أنحاء العالم. ترحب الولاياتالمتحدة بالافراج عنها الذي طال انتظاره"، واضاف "حان الوقت لكي يفرج النظام البورمي عن جميع السجناء السياسيين لا عن مجرد سجينة واحدة." كما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان حريتها طال انتظارها. واضاف "الحرية هي حق اونج سان سوكي. ينبغي للنظام البورمي دعمه الان." وفي المانيا طالبت المستشارة انجيلا ميركل حكام ميانمار بالافراج عن السجناء السياسيين المتبقين في البلاد. وقالت الحكومة الالمانية في بيان "اونج سان سوكي رمز للنضال العالمي من اجل ادراك حقوق الانسان. نهجها غير العنيف ومسعاها الدؤوب حولها الى نموذج يحظى بالاعجاب." وفي أغسطس جرى تمديد الاقامة الجبرية لسوكي التي قضت 15 عاما من الواحد والعشرين عاما الماضية في الاعتقال عندما وجدت محكمة انها انتهكت قانونا يحمي الدولة من "العناصر التخريبية" بالسماح لمتطفل امريكي بالبقاء في منزلها لليلتين. وتجمع انصارها قرب منزلها طول اليوم وهتف كثير منهم قائلين "اطلقوا سراح اونج سان سو كي" و"تعيش اونج سان سو كي". وارتدى بعضهم قمصانا مطرزة برسائل تتعهد بالوقوف معها. ومع تزايد اعداد المحتشدين امرت شرطة مكافحة الشغب المسلحة ببنادق وقنابل مسيلة للدموع انصار سوكي بالابتعاد عن المتاريس. وفاز حزب يدعمه الجيش بانتخابات السابع من نوفمبر تشرين الثاني وهي اول انتخابات تجريها البلاد منذ 20 عاما. وربما يعطي الافراج عن سوكي وهي ابنة بطل حملة استقلال ميانمار عن بريطانيا الذي اغتيل الجنرالات الحاكمين بعض الشرعية الدولية. وربما يكون ذلك التحرك اول خطوة باتجاه مراجعة العقوبات الاوروبية على الدولة الغنية بالموارد الطبيعية والتي تصفها جماعات حقوق الانسان بأنها إحدى اكثر دول العالم فسادا وقمعا، وقال اكاديمي متقاعد من ميانمار طلب عدم نشر اسمه "ينبغي للنظام ان يوجد متنفسا بشكل عاجل."