شيّعت العاصمة المقدسة ظهر أمس جثمان معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السابق وسط حضور كثيف من المشيعين من محبي الفقيد من مسؤولين ومواطنين من داخل المملكة وخارجها يتقدمهم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ومعالي رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور صالح بن حميد وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين أوغلو ومعالي الدكتور راشد الراجح والشيخ صالح كامل وعدد كبير من المسؤولين ورجال الدين ووجهاء المجتمع المكي الذين كان التأثر والحزن واضحًا عليهم وهم يؤدون واجب العزاء. وعبّر الجميع عن بالغ حزنهم العميق لفراق الدكتور محمد عبده يماني. له آثاره وبصماته رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور صالح بن حميد: اسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يعوّض المسلمين خيرًا وأن يعوّض البلاد فهو رجل من رجالات البلاد المعروفين له آثاره وبصماته في كل المواقع التي شغلها سواء في الجامعة أو في التعليم العالي أو في الإعلام فقد كان كاتبًا وكان مبدعًا كما أن له نشاط في الجمعيات الخيرية والنشاط الخيري واهتمامه بهذه الأمور واهتمامه بالقرآن الكريم ونسأل الله أن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسناته وأن يعوض المسلمين خيرًا وأن يخلفه في أهله. نعزي أنفسنا قدم الدكتور راشد الراجح تعازيه لأسرة الفقيد وقال: نحن اليوم نعزي أنفسنا فقد كان الفقيد نعم الرجل وكان زميلًا في جامعة الملك عبدالعزيز فكان على جانب كبير من الخلق والأدب واحترام الآخرين وقد زاملناه عدة سنوات في جامعة الملك عبدالعزيز (شطر جامعة مكةالمكرمة) وكنا نجد منه المحبة والاهتمام والتعاون وقد قدم الكثير لطلاب العلم في الجامعات في محاضراته وفي مؤلفاته فلا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون. صاحب خلق اعتبر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين احسان اوغلو أن الأمة الإسلامية فقدت رجلاً من كبار رجالاتها رجل مبادرات خير رجل قلبه اتسع لهموم الأمة ولآمالها وخدم في كافة المجالات ولم يدخر وقته وطاقته وفي سبيل خدمة هذه الأمة.. وبيني وبين الدكتور محمد عبده يماني صداقة لما يقرب من ثلاثين عامًا لم أر فيه إلا كل خير فقد كان صاحب خلق رفيع وهمة عالية رحمه الله. فقيد الأمة قال عبدالله عبدالرحمن عالم (الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة المؤتمر الإسلامي) أن رحيل الدكتور يماني له وقعه الكبير في نفوس المحبين لهذا الرجل المعطاء الذي يسعى دائمًا في سبل الخير فالفقيد فقيد الأمة الإسلامية كافة والمملكة بصفة خاصة وكان من المحبين لأعمال الخير وفضائله ومناقبه كثيرة لا تعد ولا تحصى ومما لا يُعرف عنه أنه كان يبحث عن الفقراء في مكة ويأتي إليهم في مواقعهم ويسعى لمد يد العون لهم ولكل محتاج.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. أبو الفقراء عضو مجلس الشورى سليمان الزايدي قال: الدكتور يماني رجل عُرف بالصلاح وبأنه أبو الفقراء فنحن نعزي كل الفقراء في الداخل والخارج في وفاة الفقيد الكبير الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله رحمة الأبرار فقد عُرف بقربه من ذوي الحاجة ومن الناس بدون استثناء.. فكل من قصده وطرق بابه خرج من عنده مبتهجًا مسرورًا وقد تحققت حاجته.. ولا شك أن وفاة الدكتور يماني ثلم في جسم العمل الخيري في المملكة وتمثّل خسارة لهذا القطاع المهم اليوم فهذا هو الجانب الذي أعتقد أن الناس يفتقدونه كثيرًا في حياة الفقيد بالإضافة إلى أنه مفكر وداعية ورجل مجتمع كبير يبذل جهده في إصلاح ذات البين وفي خدمة المجتمع المدني بكل ما لديه من إمكانيات.. أدعو الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى. دمعة حزن وكيل وزارة الحج حاتم قاضي أشار إلى أن وفاة الدكتور محمد عبده يماني خسارة كبيرة للوطن فاليوم نذرف دمعة حزن على هذا الرجل الشهم النبيل الذي نذر نفسه لخدمة السنّة النبوية المطهرة وفي خدمة طلبة العلم وخدمة كثير من الفقراء والمساكين.. فقد ترك حزنًا كبيرًا في قلوب محبيه.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينزله منازل الأبرار والصديقين والشهداء والصالحين وأن يرزق ابناءه السير على منوال أبيهم فالفقيد تربى على أيدي علماء هذه البلاد الطيبه واقتبس منهم الشيء الكثير وكان مخلصًا في عمله. أدى رسالته وقال مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري الذي كان متواجدًا بالمقبرة: إن الفقيد هو فقيد الوطن له مآثر كثيرة ومحبوب لدى المجتمع وهو رجل إعلام من الدرجة الأولى وخدم وطنه بكل أمانة وإخلاص واستطاع أن يؤدي رسالته المطلوبة منه كما هو واجب عليه وأنا تربطني به علاقة شخصية بحكم تدخله في بعض الأعمال الخيرية ولاشك أنه من الرجال الأوفياء لاصدقائه ولمحبيه ولكل الناس فاليوم الموقف مؤلم لكل من يحب هذا الرجل.. وأنا معرفتي به منذ زمن طويل واستطيع القول بأنه رجل خير له إسهامات كثيرة في خدمة وطنه. حمل هم الناس الشيخ عبد الله بن علي بصفر (الأمين العامة للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم) قال: إن جنازة الدكتور محمد عبده يماني المشهودة هذا اليوم والتي شهدها اليوم جموع غفيرة من الناس من أغنياء وفقراء وكبار وصغار إن دلت على شيء فإنما تدل على مكانة هذا الرجل الفاضل والداعية الموفق والساعي في الخير والمعروف على مكانته من الكبير والصغير ومن الغني والفقير فهو رجل أكرم الله به هذه الأمة وسخّره لها ووفقه لها وجعل فيه صفات لا توجد إلا في النوادر من الرجال فقد تميّز بصفة وهي أنه حمل هم الناس ومشاكلهم أكثر من حمله لهم نفسه ومشاكل نفسه وهذا نادر ولذلك تجده يسعى بكل ما يستطيع من قوة لمساعدة الفقراء والمساكين والذين لا يستطيعون أن يقضوا شؤونهم وأمورهم وهذا الأمر بلاشك درجته عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وقد قال صلى الله عليه وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالصائم لايفطر وكالقائم لايفتر” فقد وفق الله الفقيد لأعمال الخير وأسّس العديد من الجمعيات الخيرية وشارك بها بماله وجهده وكان من المؤسسين لجمعية تحفيظ القران الكريم في مدينة جدة وعضو في مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم بمنطقة مكةالمكرمة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منه صالح أعماله وأن يعتقه من النار. ------------------------- قاضي: بفقده نكون طوينا صفحة من الفكر والرؤية معالي الدكتور سهيل بن حسن قاضي رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي قال: الحمد لله على قضائه وقدره فقد فقدنا الدكتور محمد عبده يماني وبفقده نكون طوينا صفحة من الفكر والرؤية البعيدة والقلم المستنير ونحن نعزي في هذا المصاب أهله وذويه وحملة الأقلام ومحبيه فقد كان قامة إدارية مخلصة خطت بالإعلام خطوات كبيرة إبان تسلمه للوزارة وكان للوزارة في عهده السبق في إقامة أول مؤتمر للأدباء السعوديين حرصاً منه رحمه الله على دفع الحراك الثقافي السعودي في كافة المجالات الأدبية والفكرية والثقافية عموماً. وأضاف: إن الفقيد لم يقف عند حد معين في العمل الإداري فقد تنقل في عدد من الأعمال الإدارية التي شكلت الفكر القيادي لديه توجت في نهايتها بوزارة الإعلام التي خرج منها ليمارس دوره التنويري في التأليف والكتابة التاريخية والصحفية المميزة كما أنه مارس دورا اجتماعيا يشهد على حب الناس له لقربه منهم ورعايته للعديد من اللقاءات والندوات والفعاليات الاجتماعية المتنوعة فرحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. --------------------- عساس: أُطالب تلاميذه بأن يُقدموا كرسياً علمياً عنه بجامعة أم القرى وصف معالي الدكتور بكري بن معتوق عساس مدير جامعة أم القرى رحيل الدكتور محمد عبده يماني إلى الرفيق الأعلى بأنه حدث تفقد فيه أبلغ الكلمات في وصف ذلك الرحيل فالراحل كان محورًا هامًا وعلَمًا من أعلام مكةالمكرمة الذين يُعرف عنهم التفاني في خدمة الإسلام والمسلمين والوطن وكان صاحب يد بيضاء يقدم الكثير من الخدمات خاصة لذوي الحاجة في السر يبتغي من وراءها وجه الله ورضاه.. إن محمد عبده يماني صاحب أكاديمية يرعى تحت مظلتها شرائح مختلفة من المجتمع حيث كان قدوتهم وحكيمهم الذي تؤول إليه كثير من المشاكل لديهم.. كما كان من الناحية الأكاديمية علمًا لايشق له غبار في الوقوف مع ابنائه الباحثين وإرشادهم إلى التوجه السليم لتحقيق أهدافهم إضافة إلى علمه الوافر الذي كان يغذي به الأكاديميين من خلال الأمسيات واللقاءات والمحاضرات الجامعية.إن الراحل الدكتور محمد عبده يماني يعتبر جملة من التركيبات الراقية ذات البعد الحميد فهو العالم والمرّبي والمثقف والأديب والمفكر وعلى المستوى الإنساني وهو نعم الصديق والأخ الرفيق والناصح الأمين وأن ما لدى الدكتور يماني من تراث أكاديمي وعلمي سيكون حجر الزواية في انطلاق مجموعة من الأبحاث والدراسات العلمية والإنسانية التي ستضيء مسالك العديد من الباحثين والمهتمين والدارسين في جامعات المملكة ولعل ذلك يجعلني بأن أطالب تلاميذ الدكتور محمد عبده أن يقدموا كرسي علمي من خلال جامعة أم القرى ليفيد في نتائجه وتوصياته بعد الانتهاء من دراساته المجتمع المكي.. كما أتمنى من تلاميذه جمع كل ما يتعلق بحياة الراحل ووضعه في كتاب علمي لتكون دروسًا للأجيال المقبلة.