ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة الهند وباكستان على تسوية نزاعهما بشأن كشمير ودعم مسعى الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة وقال في نيودلهي «لقد أوضحت لرئيس الوزراء (مانموهان) سينغ إننا سعداء للاضطلاع بأي دور يعتقد الطرفان أنه مناسب لتقليص تلك التوترات»، وقال أوباما إنه يأمل في أن تتمكن الهند وباكستان من تحسين علاقاتهما لكنه أقر «بأنهما ربما لن يبدآ بتلك القضية الملتهبة (كشمير) بشكل خاص». واتهم سينغ مجددا باكستان بعدم القيام بما يكفي لوقف الهجمات «الإرهابية» التي يجرى التخطيط لها هناك ضد الهند وأضاف «لا يمكنكم في آن واحد التحدث وفي نفس الوقت تكون آلة الارهاب نشطة كعادتها من قبل». وأدلى أوباما بهذه التصريحات في نيودلهي المحطة الاولى في جولته الآسيويةالتي وصفت بأنها تقرب الولاياتالمتحدة أكثر من الهند في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إحياء اقتصاد ضعيف وحشد التأييد لممارسة ضغوط على الصين فيما يتعلق بقضية عملتها قبل قمة مجموعة العشرين في سول هذا الأسبوع. ولاقت رحلة أوباما تغطية إيجابية في بلد أصبح فيه للثقافة الأمريكية نفوذ متزايد كما تتنامى فيه الطبقة المتوسطة التي تتكون من ملايين المستهلكين. وتحقق ذلك سواء من خلال الرد على أسئلة من الطلبة فيما يتعلق بباكستان أو التحدث مع المزارعين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وواجه أوباما بعض الانتقادات في الداخل لسفره عقب خسائر الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لكنه لاقى استقبالا جيدا في الهند وتعهد برفع قيود على الصادرات وأعلن صفقات تجارية قيمتها عشرة مليارات دولار. من جهته قال مساعد للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو أن الرئيس الامريكي باراك أوباما من المقرر أن يصل اليوم إلى إندونيسيا في زيارة تستمر 24 ساعة رغم ثوران لبركان في البلاد حاليا. وإندونيسيا التي قضى فيها أوباما فترة طفولته هي أكبر دولة إسلامية من حيث تعداد السكان في العالم وكان الرماد الناجم عن بركان ميرابي قد دفع الخطوط الجوية الدولية لالغاء رحلاتها من وإلى جاكرتا لكن شدد مساعد الرئيس ومستشار الشؤون الخارجية الاندونيسي تويكو فايز أسياه على إنه ليس هناك أي مؤشر على أن أوباما سيلغي رحلته إلى جاكرتا. وسيجري أوباما محادثات مع الرئيس الاندونيسي ويشهد التوقيع على اتفاقية تعاون بين البلدين ويزور مسجد "الاستقلال" أكبر مسجد في جاكرتا ويلقي محاضرة في جامعة إندونيسيا. وبسبب قصر زيارته لن يلتقي أوباما بأصدقائه القدامى ولن يزور مدرسة "بيسوسكي» في منطقة مينتينج بوسط جاكرتا التي التحق بها خلال إقامته التي استمرت أربعة أعوام في البلاد طبقا لوزير الشؤون الامنية والقانونية ديوكو سويانتو وكان أوباما قد عاش بوسط جاكرتا من عام 1967 حتى عام 1971 عندما كان عمره من ست حتى عشر سنوات بعد أن تزوجت والدته ستانلي آن دونهام من الاندونيسي لولو سويتورو وكان متحدث باسم الشرطة الوطنية قد قال الاسبوع الماضي إن أكثر من ثمانية آلاف ضابط شرطة سيجرى نشرهم لتوفير الامن خلال الزيارة وقبل وصول أوباما نظم بعض طلاب الجامعات والمنظمات الاسلامية مسيرة مناهضة للولايات المتحدة لمعارضة زيارته وأجل أوباما زيارتين سابقتين إلى إندونيسيا هذا العام لأسباب سياسية محلية.