كشف وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري أنه سيتم الاستفادة من توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للمسجد الحرام في شهر رمضان من العام القادم بما يرفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ومساحاته إلى مليوني مصل في غير أوقات الذروة. وقال ل(المدينة) إن مشروع توسعة المسعى انتهى بالكامل ويجري حاليًا العمل في توسعة المسجد الحرام من الجهة الشمالية مشيرًا إلى أن التقارير الميدانية عن سير أعمال الحج حتى هذا اليوم تبشر بخير ولم ترد أي ملاحظات جوهرية بل ملاحظات بسيطة يتم معالجتها ميدانيًا من جانب الفرق الميدانية المكلفة من القطاعات الحكومية ذات العلاقة بأعمال الحج واشار إلى وجود برنامج متكامل لتفويج الحجاج في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة عبر مؤسسات الطوافة وشركات الحجاج يبدأ من وصول الحاج إلى مكة وينتهي بمغادرة الحاج من مكة إلى بلاده وفق آلية منظمة ودقيقة. وأبان ان الهدف من الإجراءات التنظيمية هو تحقيق الانسابية والوصول بالخدمات إلى أعلى مستوى مشيرًا إلى أن الجميع يتطلع إلى تحقيق رؤية تنموية متكاملة تساعد على تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله لحرام. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وافق في 2008م على بدء تنفيذ مشروع توسعة للمسجد الحرام، تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380 مترًا، وأنفاقًا للمشاة ومحطة للخدمات. وقضت الموافقة بالبدء في نزع ملكيات العقارات الموجودة بالمنطقتين الشمالية والشمالية الغربية للحرم بمساحة 300 ألف متر مسطح تقريبًا. وتعد التوسعة الجديدة التي وافق خادم الحرمين الشريفين على تنفيذها، امتدادًا للأعمال الكبيرة التي خطتها الدولة السعودية لصالح الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، والتي تشمل أعمال التوسعة والإعمار، والتي بدأت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن بعده أبناؤه الملوك، حتى العهد الحالي. ففي عام 1925م أعلن الملك عبدالعزيز بعد ضمه الحجاز البدء بعملية كبرى لإعادة ترميم المسجد الحرام، وبعدها بعامين، أصدر أمره بعمل مظلات ثابتة في صحن المطاف لتقي الحجاج والزوار والمعتمرين حر الشمس. وقامت الدولة السعودية في هذا العهد بتبليط المسعى، كما تم إنشاء أعمدة رخامية جديدة من قطع المرمر الصقيل في ردهات المسجد الحرام لتعلق عليها الإضاءة الكبيرة. وفي عام 1945م أمر الملك عبدالعزيز بتجديد سقف المسعى. أما أكبر توسعة شهدها المسجد الحرام في العصر الحديث، كانت في عهد الملك سعود، «والتي تعرف بالتوسعة الأولى»، حيث وضع الملك الراحل في عام 1955م حجر الأساس لهذه التوسعة، والتي تمت خلالها عمارة المسجد الحرام على أسس حديثة مع الحفاظ على الطابع العثماني في صحن المطاف وتوسعته، وبناء المسعى الذي أصبح بطابقين، مع المسعى عن حركة المشاة، وتضمنت أعمال هذه التوسعة الكبرى شق وإنشاء طرق وميادين حول الحرم، وقد أصبحت مساحة المسجد الحرام بعد إضافة توسعة الملك سعود التي استمرت طوال عهده ثم عهد الملك فيصل إلى نحو 161 ألفًا و168 مترًا مربعًا، لتتسع إلى أكثر من 300 ألف مصل، وتواصلت العناية بالمسجد الحرام في عهد الملك فيصل، حيث كان من أهم ما نفذ من مشروعات، خمسة ميادين عامة حول الحرم، وزيادة أبواب المسجد إلى 64 بابًا مختلفة الأحجام، وإنارة المسجد بوسائل فنية حديثة، وإنشاء مكتبة المسجد الحرام، كما أزيلت المقصورة التي كانت مقامة على مقام إبراهيم عليه السلام من أجل التوسعة على الطائفين، وأبدلت بغطاء من الكريستال الفاخر، واحتفل بذلك برعاية الملك فيصل في عام 1968م. كما أصدر الملك خالد بن عبدالعزيز أمرًا في عام 1977م، بوضع باب جديد للكعبة من الذهب الخالص. أما في عام 1989م، فقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حجر الأساس للتوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام، والتي تعد أضخم عملية إعادة توسعة وعمارة يشهدها الحرم المكي طوال تاريخه، حيث تم ضم منطقة السوق الصغير، وتم ربطه بالتوسعة السعودية الأولى بمدخل واسع يسهل الحركة بينهما، كما تم عمل نظام تبريد، حيث أنشئت محطة تكييف المسجد الحرام بمنطقة أجياد وتم ربطها بالمسجد الحرام عبر أنفاق تحت الأرض، وبلغت مساحة أدوار المبنى الجديد نحو 76 ألف متر ليتسع وحده لأكثر من 152 ألف مصل، كما شمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية التي تبلغ مساحتها 85 ألف متر مربع لتستوعب قرابة 200 ألف مصل، لتصبح مساحة المسجد الحرام بعد إضافة مبنى التوسعة الحالية والأسطح وكامل المساحات المحيطة به إلى نحو 356 ألف متر مربع تتسع لأكثر من 775 ألف مصل في غير أوقات الذروة، والتي تصل إلى مليون و250 ألف مصل، فيما بلغت تكلفة التوسعة التي تشمل المباني ومشروعات الخدمات وتعويض نزع الملكيات إلى أكثر من 55 مليار ريال.