إذا لم تكن عريسًا ولديك بدل سكن معقول أو دخلك الشهري لا يقل عن 6 آلاف ريال وليس لديك أطفال صغار.. فلا ينبغى لك أن تفكر مجرد التفكير في السكن بجدة هذه هى الشروط -غير المعلنة- من قبل الملاك، فالأسعار أصيبت في الآونة الأخيرة بالجنون، وقفزت إلى مستويات لم يسبق أن وصلت إليها من قبل، وانطلقت أيدى أصحاب مكاتب العقار لتحديد الأسعار وإملاء الشروط على السكان الذين لا حول لهم ولا قوة دون مراعاة لظروفهم المادية وأحوالهم المعيشية حتى أن سعر إيجار الوحدة السكنية المكونة من 3 غرف بات يتراوح ما بين 25 و30 ألف ريال ناهيك عما يتبع هذا المبلغ من تكاليف اخرى يتحملها المستأجر مثل نفقات المياه والكهرباء والصرف الصحى.. وغير ذلك من نفقات. فى البداية يقول فؤاد البقمي (عقاري): إن أسعار الشقق تبدأ من 25 إلى 30 ألفا وقد تصل إلى 45 في بعض المخططات حسب الخدمات المقدمة في كل مخطط وحسب نوع الشقة وعدد الغرف والأكثر من ذلك أن أصحاب العقار يعرضون عن تسكين العائلة التي بها أطفال وإن رضى يزيد السعر ألف ريال على الأقل دون أي مبرر معقول. ويشير إلى أن ارتفاع الأسعار أثقل الميزانية في ظل ارتفاع أسعار المعيشة وكثرة طلبات الاسرة. ويرى العقاري يوسف بجود أن أسعار الشقق أصبحت خيالية وجنونية وأن الإيجار أثقل ميزانيته المادية، خصوصا أنه من أصحاب الدخل المحدود ومستأجر 3 غرف في مخطط بسعر 25 ألف ريال، بالإضافة إلى تكاليف الماء والكهرباء أضف إلى ذلك لا توجد في المخطط خدمات الصرف الصحي. وقال: يجب على الدولة الرشيدة ان تعين مكاتب في كل مخطط تشرف عليها الامانة أو أي جهة اخرى لتقييم الاسعار لمنع تلاعب المضاربين بالاسعار دون مبرر والحد من الاشتراطات التعجيزية. وأشار محمد عميش المثمن العقاري إلى ان ارتفاع أسعار الايجارات جاء عشوائيًا ودون مبرر، خصوصا أن مواد البناء حاليا اقل من أسعارها قبل ثلاث سنوات مع أن الأسعار قبل ذلك كانت أقل من أسعار هذه السنة. ووصف ارتفاع اسعار الشقق والاشتراطات بالعدوى او “الفيروس”، الذي تناقلوه على حد قوله، فلا تجد شقة تتكون من اربع غرف بسعر اقل من 25 الف ريال في السنة، أضف إلى ذلك أن المستأجر يتحمل تكاليف الماء وتصريف المجاري بدفع مبلغ 200ريال شهريا لتلك الخدمات، وبذلك يصل مجمل ما يدفعه الشخص سنويا الى 27400ريال لشقة 3 غرف بخلاف فاتورة الكهرباء، بالإضافة الى ذلك الشروط التعجيزية التي يشترطها 80% من المستثمرين بأن يكون الشخص عريسا أي ليس لدية أطفال خوفا على جدران الشقة من العبث، وكذلك ان يكون لديه بدل سكن او من ذوي الدخل المعقول فلا يرضون بمن دخله دون 6 الاف ريال شهريا. ويتفق سعيد عثمان محمد صاحب مكتب للاستثمار العقاري مع الرأى السابق. ويضيف ان هناك عدة معوقات تقف أمام المستأجر أولها ارتفاع أسعار الإيجار الذي كان بسبب ارتفاع أسعار الأراضي، حيث وصل سعر المتر في مخطط شمال الحرمين ب3000 ريال، الذي كان قبل ثلاث سنوات يقدر ب600ريال، أي أن سعر الأرض الآن يكلف مليونا و700 ألف ريال. ياسر ابوخضير العقاري والمستشار الهندسي قال: ان السبب الحقيقي لارتفاع أسعار الإيجارات يعود الى الارتفاع الجنوني للاراضي، الذي وصل 100% خلال السنتين الأخيرتين.