كوَّن مجموعة من الكتاب منظمة أسموها (مستقبل اللغة الفرنسية) ووجهوا رسالة قوية للقمة 13 للدول الناطقة باللغة الفرنسية (الفرانكفونية) التي عقدت في سويسرا في 19/11/1431ه (27/10/2010م) ومما جاء في الرسالة «هناك اليوم من الكلمات الإنجليزية على جدران باريس أكثر من الكلمات الألمانية خلال الاحتلال النازي»، وفيها «إن غزو الكلمات الإنجليزية يفرض اليوم تهديداً للغة الفرنسية أكثر خطورة من التهديد الذي فرضه الاحتلال الألماني على الهوية الوطنية الفرنسية تحت الحكم النازي». أقدم هذا النداء من الكتاب الفرنسيين الذين وجهوه للقمة ليس من أجل بسط النفوذ السياسي بل عن مستقبل اللغة الفرنسية في ضوء الاجتياح العالمي للغة الإنجليزية تحت ظلال التقنية حيناً، والهيمنة حيناً، والانهزام من الشعوب الأخرى حيناً وبخاصة العالم الثالث الذي يرى في استخدام أسماء أو كلمات أجنبية مظهراً من مظاهر التطور. أقدم هذا النداء بمناسبة ما سبق إليه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة حينما دخل قاعة النادي الأدبي في مكةالمكرمة لرعاية ملتقى المثاقفة الإبداعية فلاحظ أن اسم القاعة غير عربي، وفي مكةالمكرمة مهبط الوحي وقبلة العربية، فطلب تعريب اسم القاعة، وأصدر أمراً بتغيير جميع الأسماء الأجنبية في جميع مدن ومحافظات ومراكز مكةالمكرمة متسائلاً: «كيف نقبل لأماكننا ومؤسساتنا ومبانينا وشوارعنا أن تتوهج بكلمات وبحروف وبأسماء أعجمية..؟»، ولم يترك الأمر مفتوحاً بل حدد ستة أشهر بإنجازه في كل المنطقة. لابد من الشكر للأمير على هذه الخطوة، كيف وهو رئيس مؤسسة الفكر العربي، التي تحاول أن يكون للمثقف العربي مشاركة في قرار الحفاظ على الهوية العربية في زمن صراع الهويات والأمل أن يشمل ذلك كل مناطق المملكة مهد العروبة والإسلام، فقبل سنوات لا تكاد ترى اسماً أعجمياً سوى الماركات العالمية أو المصطلحات العلمية التي لا خلاف حولها، وسرعان ما تغيرت أسماء كثير من المتاجر إلى أسماء أجنبية، بل إن مختصرات الأسماء صارت باللغات الأجنبية، وعدوا ذلك نوعاً من التسويق. في المدينةالمنورة رأيت اسم محل تجاري مكتوباً باللغة الإنجليزية بأحرف لاتينية، عرفت المعنى للكلمة الأولى ولم أعرف معنى الثانية أو أجد من يعرفه، فكيف بمن لا يعرفون حتى قراءة الاسم، فما الهدف منه إذاً..؟ والترويج للاسم التجاري تعد له حملة إعلامية لغرسه في أذهان المتسوقين، ولم أجد مبرراً سوى الجري وراء الأسماء الأجنبية حتى صار استخدام اسم أجنبي عامل جذب تجاري. لا نخشى على اللغة العربية كما يخشى الفرنسيون، لأن لغتنا محفوظة بنص القرآن الكريم، ولكن ما نخشاه هو أن يولد لدينا جيل مهجن: في لسانه دم عربي وفي نطقه عجمة وعوج، واللغة المستخدمة واحدة من مميزات الهوية الثقافية وهذا ما تتصارع حوله الدول حتى دول أوروبا الموحدة رضيت بالوحدة في كل شيء إلا اللغة الوطنية لكل دولة. شكراً للأمير خالد الفيصل على خطوته المباركة ونأمل أن نراه يعلن بعد 6 شهور (مكة منطقة بلا أسماء أعجمية) في شوارعها ومتاجرها وفنادقها ومبانيها وقاعاتها. من شعر خالد الفيصل: حنا العرب يا مدعين العروبه وحنا هل التوحيد، وأنتم أجناب وحنا شروق المجد، وأنتم غروبه وحنا هل التاريخ وأنتم له أغراب