استثمر شبان من ابناء قرية ذي عين الاثرية توافد اعداد كبيرة من السائحين والمتنزهين إلى المناطق السياحية التي تزخر بها المنطقة، وعملوا على تسويق بعضا من منتجاتهم الزراعية، مثل الموز والنباتات العطرية، والفواكه. عمل موسمي ويقول أحد هؤلاء الشباب الذين يبيعون على الطريق، وهو عبدالرحمن العمري: بدأت هذا العمل منذ اربع سنوات تقريبا، حيث كنت أقوم في الاجازة الصيفية للمدارس ببيع بعض الفواكه الموسمية، وخلال هذه السنوات الاربع تطورت عمليات البيع حيث كانت تقتصر في السابق على الريحان وبعدها تمت إضافة المانجو وهذا العام الموز وهكذا. وفي أيام العيد كنت أبدأ عملي منذ الصباح الباكر تقريبا من الساعة السابعة صباحا ويتواصل حتى نفاد الكمية أو حتى قبيل المغرب بقليل، وهذا العمل أقوم به بشكل يومي خلال أيام الأجازة. ويضيف العمري: عملنا لا يقتصر على بيع الفواكه الموسمية فقط بل يتعداه إلى ارشاد السياح القادمين من مناطق المملكة، والدول المجاورة والمتوجهين الى قرية ذي عين الاثرية فحينما يأتي احد هؤلاء الزوار أو السياح ويشتري أو لا يشتري، ويسألنا عن طريق أبها، أو كيف يصل الى طريق ما؟، فنحن ندله، كما نقوم بتوجيه الزوار أيضا داخل القرية. مصادر الفواكه ويقول احمد العمري عن مصدر الحصول على هذه الفواكه الموسمية مثل المانجو والموز والليمون، فيقول : أنها من مزارعنا بالقرية الاثرية والبعض نشتريه من المزارع الأخرى. اما الشاب سعيد فيقول: نستفيد من قضاء وقت الفراغ في الاجازة الصيفية، وإجازة العيد فيما هو مفيد، ونجد التشجيع من الأهل والأقارب على ذلك، لأن مانقوم به هو عمل شريف، ولا يسيء لأحد، كما أن هذا العمل يحمينا من الوقوع في أخطاء بعض الشباب.. ويضيف سعيد: نحن نتنافس فيما بيننا في الاجتهاد في العمل، فكل مجموعة تنافس الاخرى في الكمية المعروضة للبيع ووقت عرضها. استثمار الوقت ويشاركه الحديث عبدالله قائلا: نستفيد من العمل في الاجازة في كسر روتين الملل ونتغلب على أوقات الفراغ في ما هو مفيد لنا ولأسرنا، ويحمينا من الوقوع في مشاكل السهر والفراغ، والحمد لله نكسب مالنا بالحلال، ، كما أننا نعرض منتوجاتنا للبيع بطريقة منظمة ومرتبة بل تشد الانتباه، كما نقوم بمعاملة كل من يشتري منا بطريقة محترمة ومؤدبة، ونعكس صورة طيبة عنا للزوار والسياح، وفي كل عام نتعلم طريقة جديدة في عرض منتوجاتنا لبيع الفواكه الموسمية، ولم يشتك منا احد، لذلك نتمنى ألا يتم منعنا من البيع، خاصة وأننا لا نكون على الطريق مباشرة بل نستظل تحت ظلال أشجار الغاف والسدر المزروعة بجانب الشارع العام. الارشاد السياحي ويقول الشاب مشعل: الكثير من ابناء القرية الذين يتواجدون في المواقع الاثرية من القرية يعملون مرشدين سياحين للقرية والتعريف بتراثها ولا يتقاضون مبالغ مالية مقابل ذلك فهدفهم هو التعريف بالقرية ويكتسب دور المرشد السياحي أهمية بارزة في نجاح الجولات السياحية وإعطائها طابعا ثقافيا يرتكز على معرفة معلومات وحقائق تغني ذاكرة السائح وثقافته العامة لتشكل بذلك صورة كاملة تجمع بين مشاهد حية ومعلومات موثقة وصحيحة تساعد على ترسيخها في المخيلة. الخبرة والمهارة الدكتور محمد مفرح القحطاني استاذ السياحة بجامعة الملك خالد بابها يشير الى ان السياحة من أكثر الصناعات الخدمية التي تحتاج الى ايدي عاملة كبيرة في مختلف المهارات والخبرات والتخصصات. كما تحتاج صناعة السياحة إلى ايدي عاملة موسمية كثيرة. ومن الأهداف التنموية للسياحة هي تنمية المجتمعات المحلية حيث ان تنمية المجتمعات المحلية مهم لنجاح صناعة السياحة. اما الدكتور عبدالله التمام عميد كلية السياحة بالمدينة المنورة فيقول: لقد أحسن شباب هذه القرية صنعاً على إستثمارهم لنقاط القوة التي منحها الله لهم وهو وجودهم في هذه القرية الأثرية , وإن عملهم في مجال الإرشاد السياحي يحملهم المسؤولية أمام زوار القرية لذا يجب عليهم أن يكونوا خير سفراء لقريتهم. التنمية البشرية من جانبه يقول سعد الحارثي مدرب في التنمية البشرية : ما فعله شباب قرية ذي عين من استغلال وجود السياح بتقديم أنفسهم كمرشدين سياحيين يقدمون خدمة للسياح ويعرفون بمعالم القرية بالإضافة إلى ممارسة البيع والشراء بتوفير بعض المتطلبات التي قد تروق للسياح أثناء تجوالهم شيء رائع فهذا العمل المثمر والإيجابي لأطراف متعددة يمكن تطويره من خلال تبنيه من قبل الجهات المختصة بنواحي التوظيف ومكافحة البطالة من أجل إيجاد فرص توظيف جديدة متعددة الموارد والتخصصات