نواصل اليوم ما بدأنا الحديث عنه بالأمس عن فضائل المدينة، وضرورة أن يتعلّم الحجاج تلك الفضائل. خذوا بأيديهم ليروا بقية المساجد في المدينةالمنورة، كمسجد الإجابة.. والقبلتين.. والفتح.. ومسجد المصلّى.. والغمامة.. وبقية المساجد، كمسجد أبي ذر -رضي الله عنه- وكل تلك الآثار التي من الممكن إطلاعهم على ما بقي منها.. وثمار المدينة.. وترابها.. وجبالها.. واجعلوهم يرتبطون بهذا المكان الكريم. خذوهم إلى البقيع.. وعلّموهم فضائل البقيع.. ومكان أول مَن دُفن من الصحابة فيه.. خذوهم إلى جبل أحد.. هذا الجبل الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: «أحد جبل يحبنا ونحبه»، وهو جبل ارتجف تحت قدم النبي صلّى الله عليه وسلم.. وإنها لفرصة طيبة ومناسبة لكي يقفوا على مواقع المعارك التي جرت حول المدينةالمنورة، وخاصة أُحُد.. التي وقعت على مقربة من الحرم الشريف، وتقع على بعد 5 كيلومترات في جهة الشمال.. وفيها المكان الذي دُفن فيه سبعون صحابيًّا، بينهم سيدنا حمزة بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.. ومصعب بن عمير.. وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح.. وأبوسفيان بن الحارث، وبقية الصحابة الكرام -رضي الله عنهم وأرضاهم- وكذلك نريهم مكان غزوة بني النضير.. ومكان غزوة بني قريظة.. وموقع غزوة بني قينقاع.. وغزوة الخندق.. ونعطي الراغب منهم الفرصة ليزور مدينة بدر، ويطلع على موقع أول غزوة انتصر فيها المسلمون بفضل الله وعونه.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قاد المعركة.. وأشرف عليها.. ونظّم الصفوف.. ومواقعها لا تزال اليوم شاهدة على ذلك التاريخ العظيم.. فما أجمل أن نرتب لهم رحلات إلى بدر ليزوروا أرض المعركة.. وموقع النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة في العدوة الدنيا.. وموقع كفار قريش وطغاتها في العدوة القصوى.. ومكان هروب أبي سفيان من الملص بالركب أسفل منهم.. ومسجد العريش حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرف على سير المعركة، ومعه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-. وختامًا فإننا نفرح عندما نرى الحجاج يشاهدون التوسعات التي تمت ولله الحمد في الحرم النبوي الشريف.. والإمكانات التي أُضيفت، والخدمات التي تم توفيرها.. ونحن نشهد الله عز وجل أنها إنما عُملت لخدمة وراحة هؤلاء الزوّار الذين يفدون إلى هذه المدينة الطيبة الطاهرة. وإننا ندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، الذي حرص منذ أن تولّى الحكم على مواصلة العناية بالحرمين الشريفين، وتوفير كل خدمة لحجاج بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، أو زوّار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي نعمة عظيمة أن عم الأمن والأمان والراحة والاطمئنان. وجزى الله خيرًا ولي العهد -حفظه الله- والنائب الثاني الذي يقود خطة الأمن والأمان.. وكل الرجال الذين يعملون من أجل راحة الحجيج.. بل وكل مواطن ومواطنة ينذر نفسه لخدمة ضيوف الرحمن.. وأسأل الله لهم ولنا معهم حجًا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وزيارة ميمونة للمسجد النبوي الشريف، والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والوقوف على مثواه الكريم. والله من وراء القصد، وهو الهادي الى سواء السبيل،،