من أمن العقوبة أساء الأدب، تلك مقولة خالدة، وحازها تطبيقاً نموذجياً المحترم جداً مانويل جوزيه، فقد اعتاد أن يفعل مثل هذه (الترهات) حينما كان يسوس لاعبي الأهلي المصري، ولم يجد من يضرب على يده، فتمادى، وها هو يعود للأهلي بين عشية وضحاها، ودعونا من استباق الأحداث.. جوزيه دق المسمار الأول في عربة مغادرته من الاتحاد، ويبدو أنه تقصد تصريحه الغبي جداً، ما مكن الانضباط من (لسعه) بالايقاف والغرامة، ولكن البند الأول من هذه اللسعة حتماً سيؤذي الاتحاد، دون أن يقترف أي ذنب سوى أنه جاء بمدرب وهو يعرف أنه (أخرق) يجيد التمادي والخروج عن النص، وكما يبدو أنه استنبط ما قاله من وحي خياله فقط! الاتحاد غداً أمام (الليث) بلا مدرب، ويبدو أنه سيكون (طليقاً) وقد يرى الجميع الاتحاد الحقيقي بعد أن قزمه جوزيه منذ أن وطأت قدماه جدة، فالاتحاد أكبر من المستويات التي يقدمها وهي محل قلق كل الفاهمين، ولعل التعادلات الاخيرة جرس انذار، فقد تجاوز بأعجوبة الخسارة من الرائد، والوحدة، والامنيات الاتحادية أن يتجاوز الفريق معضلاته غداً، والشباب (شباب) والمرور منه كمنافس أهم من المرور لأجل النقاط الثلاث، وبالتأكيد المعنى (واضح) ولا ننسى أن لقاء الغد يليه لقاء النصر، ومن ثم الاتفاق، وكنت أود التساؤل عن موقف الاتحاد ك (ادارة) تجاه هذه العقوبة، أو لم يكن أجدى أن تسبق القرار بقرار تأديبي لجوزيه، أم أنها ستدفع عنه الغرامة، وبالتأكيد سيرتاح جوزيه من عناء الذهاب إلى الملعب كجسد، لأنه الآن مع الاتحاد جسد فقط وربما عقله في مكان آخر.. أقول (ربما). الأهلي المحير من الصعب أن تسمع أن الريال، أو اندرلخت، أو إياكس يتعرض أي منهما للهبوط، ولكننا عرفنا أن مرسيليا هبط وكذلك جوفنتوس بيد لاعبيه وادارته، ولكني لن أتخيل أن يهبط الأهلي إلى دوري الأولى، إنه (كابوس) يجثم على صدر الأهلي، وبالتأكيد لإدارته ولاعبيه اليد الطولى في كل ما يحدث، ودعونا من (شماعة) التحكيم، في الأهلي مشكلة متفرعة من عدة مشاكل، أهمها الصلاحيات المنتهية لبعض اللاعبين، ونقص الاحترافية في العمل الإداري، والاستراتيجيات الخاطئة، ولن أتحدث سوى عن الأخيرة، لا بد أن تتغير هذه الاستراتيجية الآن وحصر التفكير في الهرب من الهبوط دونما مكابرة، فالأهلي غارق حتى أذنيه، والخوف أن ينقطع نفسه.