والمقلوبة ليست الأكلة التي أعرفها وتعرفونها، المقلوبة هذه المرّة هي أوضاعنا التعليميّة، كأنّي بواحد يقول “وهيّ متى تعدّلت أصلاً ؟!”، طيّب يا عمّي خلّنا نتفاءل!! على الأقَل نحاول أن نستر طرَف السوءة التي كشفها، ولا زال يكشفها خلف الحربي في عكاظه! بدءًا من الحمار الثَّدِيّ على القِشْرَة وانتهاءً بالغراب اللي استحى على وجهه في المضمون، مرورًا بالدودة والسمكة وبحيواناتٍ لا، يعلمها إلاّ اللي خلقها! أشياء كان من المفترض أن لا نتوقّف عندها لكي لا تتعطّل مسيرتنا التعليميّة الغَرّاء. (اسم الله عليها)! ما علينا نكمّل تفاؤل! ألا يكفي أنّ طالب الأول ابتدائي عندنا كسر القاعدة الرياضيّة البديهيّة التي تقول: بأنه لكي يستطيع الإنسان أن يحمل وزنًا معيّنًا يفوق طاقته عليه أن لا يبدأ به.. وإنما يتدرب بحمل الأوزان الأقَلّ، والتي تزيد شيئًا فشيئًا مع تقدم التدريبات إلى أن يصل إلى الوزن المطلوب! طالب أول ابتدائي يحمل على ظهره 16 كتابًا في الأسبوع الأوّل يتقلّص هذا الحمل، وهذا العدد بتقدّم الدراسة! لأنّ بعض هذه الكُتب للتهيئة والاستعداد وما شابهها يعني كل ما تدرّب الطفل لدينا وتقدّم به العمر خفّ الحمل عليه! امتدادًا للصعب فالأقل صعوبةً.. لم يبدأ منهج القراءة الجديد بحرف الألف السهل.. الأشبَه بعمود إنارة، وإنما بدأ بحرف (الميم) وطبعًا لم يتمّ اختيار هذا الحرف لصفةٍ كتابيّة، أو قرائيّةٍ أو أيّ علّةٍ خاصةٍ فيه، وإنما إضافةً للسبب الوجيه آنف الذكر.. تمّ البدء به بعد أن اثبتت احدى الدراسات اللندنيّة أنّ 80% من حبيبات الشعب السعودي تبدأ أسماؤهنّ بهذا الحرف! كما أنّ القائمين على البحث توصلوا إلى أنّ معظم أسماء جدات السعوديين إن لم يكن كلهن يبدأن بحرف الميم! بعد أن سمعوا السعوديين يرددون (جدتي مزنة جدتي مزنة)! بناءً على ذلك اختار القائمون على منهج القراءة هذا الحرف بعد البحث، والتمحيص، وفوزه بأغلبيّة التصويت! وهنا تظهر أسمى تجليات روح التعاون بين المدرسة والمجتمع في الخارج! ورن رن يا جرس.. [email protected]