اعترض رئيس النادي الأدبي الأدبي بتبوك الدكتور مسعد العطوي على ما ذكره الناقد حسين بافقيه حول الراحل الدكتور غازي القصيبي في المحاضرة التي نظمها النادي مساء أمس الأول. وقال العطوي في مداخلة له خلال المحاضرة: إن المحاضر وضع القصيبي في ركن ضيّق وحجّمه في مرحلة البحرين. وكان بافقيه قد ذكر في محاضرته التي كانت بعنوان «غازي القصيبي.. ذاكرة بحرينية» وأدارها عضو النادي محمد الدوسري، أن الراحل هو من أسّس القصيدة الحديثة بالبحرين وأول من نشر قصيدة حديثة كانت بداية لعصر شعري جديد في البحرين، مؤكداً أن مرحلة «جزائر اللؤلؤ» كانت مرحلة جديدة في الحراك الثقافي البحريني، وساق بافقيه عدة شواهد على ذلك بأقوال الأدباء البحرينيين أنفسهم، مشيراً إلى أن القصيبي عاصر الحراك السياسي العربي أثناء صباه بالبحرين وتأثر بذلك العصر مما أنعكس على نتاجه الأدبي طوال حياته حتى وهو يحاول إغفال هذا التأثر والابتعاد عن التصريح به في قصائده. ثم انتقل بافقيه إلى ما بعد مرحلة البحرين حين انتقل القصيبي بعد أن تجاوز الخامسة عشرة من العمر ثم سفره لمصر للدراسات العليا والعودة إلى الرياض بعد ذلك. وتحدث المحاضر عن طفولة وصبا غازي القصيبي من خلال سرد شيّق لمراحل انتقاله من مدينة الهفوف (المولد) إلى البحرين (الصبا والشباب) وكيف كان لهذا الانتقال من تأثر وتأثير في مسيرته. وحاول بافقيه أن يسلط الضوء على تأثر غازي القصيبي في البحرين وتأثيره في الحركة الثقافية البحرينية بل والخليجية والعربية فيما بعد وقال: «القصيبي يكوّن ظاهرة عجيبة لمن أراد دراستها ليس بالشعر والرواية فقط وإنما في المقالة والترجمة والفكر التنويري والإدارة». وقبل أن ينهي بافقيه محاضرته، بدأ يبيّن كيف أن القصيبي كان يشعر بدنو الأجل من خلال بعض كتبه الأخيرة ومنها كتابه «المواسم» الذي حمل إشارة مؤلمة بقرب الرحيل ونعيه لنفسه بقصيدة كان منها: يا عالم الغيب ذنبي أنت تعلمه وأنت تعلم إعلاني وإسراري.