محافظة جدة تتجدد بجمالها الجغرافي وثقافتها الاجتماعية، وهي بيئة متناسقة من الحب والخير والجمال والحرية، اللهم ارزق جدة واهلها نجاحاً لا يغفو، وبهجة لا تخبو، ورجال خيرون لا ينضبون. مقالي جاء تفاعلاً مع مقالة الكاتب محمد منصور الساعد بجريدة الحياة الاسبوع الماضي، التي جاءت بعنوان «جدة.. 13 مبادرة في 30 عاماً»، وجمال هذه المقالة أنها تقاوم وتحارب (الإحباط) الذي أصاب جدة خلال العشر سنوات الماضية، لهذا الأمر أحببت أن أضيف شخصيات أخري لها بصماتها التنموية وقسمتهم علي أشكال هرمية مثلثة الأضلاع لعلمي أن في مصر أكثر من 128 هرم تاريخي، والأمر كذلك في جدة هناك أكثر من خمس أهرامات إنسانية سوف يذكرها التاريخ بكل التقدير والاحترام. الهرم الأول: أضلاعها الثلاث: «الاقتصاد والتطوع والاجتماع»، وهو العم اسماعيل ابوداود الذي أطلقنا عليه «شهبندر التجار» صاحب الحنكة وقاضي قضاة التجار والشخصية التي جعلت من غرفة جدة أحد أكبر الغرف التجارية الصناعية في المنطقة العربية، معه في نفس المسار «شهبندر المسؤولية الاجتماعية» صالح علي التركي الذي وظف خبرة 30 عاماً من الخدمة الاجتماعية لترسيخ العمل التطوعي في غرفة جدة وساهم بدفع القطاع الخاص لتوظيف الصم والبكم والأيتام، وأخيراً المبدع محمد عبداللطيف جميل رائد توظيف الشباب السعودي وصاحب أكبر مؤسسة اجتماعية في الوطن العربي، التي تمني الدكتور غازي القصيبي رحمه الله بأن يكون له مصباح علاء الدين لصنع 7 نماذج منة للخليج العربي، أما الجندي المجهول محمد عبدالقادر الفضل فهو يستحق مقالة منفردة لتوضيح أهم قرارات الدورة التاسعة عشر لغرفة جدة ولمجلس الغرف السعودية لعام 2009م . الهرم الثاني: أضلاعها الثلاث: «دعم الجامعات والبحث العلمي والبعثات التعليمية»، وهو بالطبع المحسن الكبير محمد حسين العمودي الذي يعتبر الأب الروحي للتعليم الجامعي ومركز الأبحاث ويرافقه في مشوار البذل والعطاء المهندس عبدالله أحمد بقشان الذي يبحث عن المتميزين في محافظة جدة ليكون مع عبدالإله سالم بن محفوظ الأهم والأكبر في الإنفاق علي البعثات الدراسية والكراسي العلمية من القطاع الخاص بجدة. الهرم الثالث: أضلاعها الثلاث: «الرأي الآخر والحوار والدراسات النبوية والدراسات الاقتصادية الاسلامية»، بالتأكيد إنه المتواضع الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة صاحب الحوار والرأي الآخر في وزارة الإعلام سابقاً كوكيل، وحالياً كوزير، وعُرف بالحكمة الدبلوماسية أثناء عمله سفيراً في المغرب وفي لبنان، ومعه الدكتور محمد عبده يماني الذي لم يترك باب من أبواب الدراسات العلمية في السنة النبوية وفي محبة آل البيت إلا دعمها وساهم فيها، وأخيراً الدكتور محمد علي القري، أحد أهم الباحثين في الاقتصاد الاسلامي وهو عضو هيئة تحرير سلسلة هارفارد في القانون الإسلامي، الذي استطاع نشر أهم الأبحاث العلمية في الاقتصاد الاسلامي باللغة العربية والإنجليزية. الهرم الرابع: أضلاعها الثلاث: «التميز الإداري والقيادة والرعاية»، فقد استطاع الدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري عميد كلية الاقتصاد والادارة بجامعة الملك عبدالعزيز، التميز بأن يجعل من الكلية (قيادة أركان حرب) لتخريج قيادات وطنية وليس فقط طالب جامعي، معه في القطاع الخاص سابقاً المهندس عادل بن محمد فقيه الذي يعتبر الأول في جدة لاستقطاب القيادات السعودية إلي شركة صافولا لتكون أفضل شركة مساهمة في جدة، وأخيراً الطبيب الإسلامي الدكتور وليد أحمد فتيحي خريج جامعة هارفرد الذي أعاد إلي جدة ريادتها في الرعاية الطبية بعد أن أسسها الدكتور سليمان فقيه، هذا الشاب يعتبر من أعظم المدراء التنفيذيين في الرعاية الطبية بمحافظة جدة. الهرم الخامس: أضلاعها الثلاث: «التميز الثقافي والإعلاني والإعلامي»، وهم يعتبرون لوحدهم وزارة إعلام متكاملة، ف أحمد مازن شقيري استطاع أن يحمل قضايا الشباب بفكرة بسيطة سطرها في برنامج «خواطر»، هذا البرنامج الذي عجزت بعض الحكومات العربية توصيلها للشباب، معه في نفس المسار المهندس قسورة الخطيب صاحب فن الإعلان (الهادف) الذي يستطيع أن يحرك شعب كامل إلي هدف إنساني راقي وخلاق بأسلوب عالمي، وأخيراً الأستاذ أسعد أبوالجدايل صاحب رسالة جداوية في الإنتاج السعودي، وله لمسة سحرية يقدمها للمجتمع العربي، فيها من الفكر العربي والأدب الإسلامي.