لم يكن يخطر ببالنا ونحن في قمة نشوتنا أن نفاجأ بمغادرتك أيتها الأميرة المحبوبة. لم نتصوّر وضعنا في الباحة بدونك. ففي هذا الزمن الذي تتبدل فيه كل القيم ويبدو في الناس غرباء، كنت الأميرة التي أذابت كل تلك المفارقات. لم تشعرينا يوما من الأيام أنك ابنة أسرة مالكة. بل كنت واحدة منّا ، تسعدين لسعادتنا وتحزنين لحزننا. وتمدين أيادي بيضاء لمن يحتاجك منّا. هكذا عرفناك ورأيناك وعايشناك كزميلات لك بالمدرسة وأخوات وصديقات خارج المدرسة. وهذا ليس بمستغرب من فتاة عاشت وتربت في أحضان أب حصل على أعلى الشهادات، وأصبح أمير الإنسانية بمنطقة الباحة. فقد أحبه الناس لأنه تعايش مع كل الناس. ليس بمستغرب ممن عاشت وترعرعت في حضن أم كانت خلال فترة وجودها في الباحة من أعظم وأطيب الناس وأحبهم إلى نساء المنطقة. ورغم بعدها عنّا لسنين ما زال اسمها صداحا في قلوبنا بعطائها وخيرها « والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه». هكذا تودعيننا يا أميرة بنت فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز وقد تعاهدنا معك أنّا سنواصل مسيرة الدراسة الجامعية وأن نرتدي معاً قبعة التخرج. ولم يكن يخطر ببالنا أن نسمع كلمة « الوداع» قبل أوانها. سنفتقدك يا أميرة وسنفقد معك الوفاء والصفاء والإيثار. سنفقد الابتسامة العريضة والتواضع الجم. سنفتقد أختًا صادقة وفية. ولكن هذه سنة الحياة.. ولا نملك إلا أن نقول « وإنا لفراقك يا أميرة لمحزونون». لا نشك أنك لا ولن تنسينا. وسوف تسألين عنّا وتهتمين لأخبارنا. هكذا عرفناك وهكذا عهدناك. ونحن نعاهدك يا رفيقة طفولتنا أننا لن ننساك. هكذا بدت لنا أيام وداعك وكأنها جبل سيسقط على صدورنا. ففاضت أعيننا أدمعا. لن نقول وداعا .. ولكن سنقول: إلى لقاء. لك منا الدعاء أن يهبك الله الصحة وطول العمر. تذكري أن زميلاتك في الباحة يشتقن إليك. ميعاد سعود بنيان - الباحة