شهدت اسواق الشعير والاعلاف في المدينةالمنورة ارتفاعا في الاسعار، إذ رفعت شركات مستوردة السعر من 46 ريالا للكيس إلى 50 ريالا، ليستقر عند هذا السعر المرتفع، فيما ارتفعت اسعار البرسيم من 19 إلى 22 ريالا بزيادة قدرها 15 في المائة. وفي الوقت الذي يحاول فيه مربو الماشية الاستمرار ، فإن عدم استقرار الاسعار اصبح يعيق محاولاتهم، وكشف متعاملون في سوق الشعير بالمدينةالمنورة ان الاسعار غير مستقرة، وكل يوم في زيادة. من ناحية ثانية اكدت احدى الشركات المستوردة في اتصال مع “المدينة” أن ارتفاع اسعار الشعير المستورد وراء عدم استقرار الاسعار محليا، مشيرة إلى ان بعض الدول التي تمد السوق السعودية بالشعير خفضت الكميات إلى النصف، مما سبب تراجعا في المعروض. يقول عمر وخالد “بائعان في أحد محلات الأعلاف” : لاندري سببا محددا لارتفاع الأسعار ، فالاسعار المتداولة تحددها الشركة الموردة، وكل يوم تختلف .. ونشهد سعرا جديدا، مشيرا إلى ان حالة الغضب باتت واضحة على وجوه الزبائن بسبب عدم ثبات اسعار البيع.واضافا: ليس بأيدينا شيئا نقدمه ولم نرفع الأسعار عنوة والدليل أن الزيادة في الأسعار تشمل جميع مناطق المملكة . ويذكر محمود وهو بائع في احد منافذ بيع الشعير أن ارتفاع الأسعار أمر مزعج للجميع، ولكن هذا الارتفاع عالميا وجميعنا في مركب واحد لا أحد يستطيع أن يبيع بخسارة أو نقاطع الشركات ولا نشتري منها لأن أصحاب المواشي يريدون الشراء بأي سعر وإلا ماتت مواشيهم . المواشي بالجملة ويقول محمد الحربي (أحد مربي الماشية) :الأسعار غير ثابتة واستقرت على ارتفاع 50 ريالا، والرقابة غائبة ولا نعرف سببا واحدا لهذه الزيادة المستمرة دون سقف محدد ، مما جعلنا نعيش حالة من الارتباك.واضاف: البائعون يتهمون الشركات المستوردة بأنها تتحكم في الاسعار، مشيرين إلى ان الرد دائما من الشركات: «لانستطيع تخفيض السعر ونبيع بالخسارة”. عمر الصاعدي ويعمل في تربية الماشية يقول: جئت للسوق المركزي للمواشي لكي أبيع جميع أغنامي فأنا لا أتحمل تكلفة تربية المواشي، خاصة في عدم وجود حل لمشكلة ارتفاع الأسعار وكل ما لدى المسؤولين كلمة واحدة “ارتفاع الأسعار أزمة عالمية” على الرغم من أننا سمعنا أن الجهة المعنية والمسؤولة عن هذه الأزمة أنها شكلت لجنة لتقصي الأمر ومعرفة الأسباب ووجود حل نهائي ولكن اعتقد أن الأمور غير مستقرة، لذلك قررت بيع ماشيتي كاملة. وعن دور الجمعية التعاونية الزراعية ، يقول : إننا لا نسمع عن الجمعية سوى إقامة المهرجانات فقط وكأنها رفعت يدها عن الموضوع! . شيخ طائفة محلات بيع الأعلاف حاتم بن عايض الحربي ذكر ل”المدينة”: أننا نواجه مضايقات من الزبائن بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وكل يوم هناك سعر جديد، مشيرا إلى ان اليوم الواحد يشهد اختلافا في الاسعار مرتين على اقل تقدير ، لافتا أن الشركات المسؤولة عن استيراد الأعلاف ثلاثة ويبدو ان هناك اتفاقا جماعيا على رفع الاسعار بهذا الشكل!! . وعن الجهات المعنية يقول الحربي: وزارة الزراعة ووزارة التجارة جاءتا ورصدتا الأسعار، وقالا: ”ان لديهم اجتماعات لمعرفة الاسباب الحقيقية لارتفاع الاسعار وحل ازمة الشعير ، ونتمنى أن تصل أصواتنا للمسؤولين بما يتماشى مع المصلحة العامة. اما شيخ طائفة محلات بيع المواشي سليم بن سالم الزغيبي ، فذكر ل”المدينة” أن ارتفاع أسعار الأعلاف له أثر كبير على أصحاب المواشي من حيث البيع والشراء، مشيرا إلى ان ارتفاع اسعار الاعلاف سيؤثر على ارتفاع اللحوم، إذ ان الاخيرة تعتبر من الوجبات الرئيسية لدى معظم المواطنين . واضاف: ان ارتفاع اسعار اللحوم انعكس على القوة الشرائية التي تراجعت بشكل ملحوظ، واضاف: نتمنى ان نشهد حلولا، لاسيما ونحن مقبلون على موسم الحج الذي يشتد فيه الطلب على لحوم الاضاحي. ولفت الزغيبي إلى ان اكثر من 4 ملايين من الماشية يتم ذبحها خلال موسم الحج، وأصبح الاعتماد على المواشي المستوردة بنسبة 80% فلو كانت أسعار الأعلاف مناسبة فهي تشجع الناس على تربية المواشيوحول تأثير ارتفاع الاسعار للتنازل عن بيع الاغنام يقول: أعتقد بأن الأمر في غاية الصعوبة وخاصة أننا اعتدنا على تربيتها ، واضاف: إننا نبيع ربع الكمية التي كنا نبيعها في الماضي عندما كانت الأسعار مستقرة سواء أسعار الأعلاف أو المواشي، فقد كانت أسعار الماشية لا تتعدى 600 ريال ولكن الآن تجاوزت 1200 ريال، واضاف: نحن نطالب وزارة التجارة ووزارة الزراعة بالتدخل لمعرفة أسباب الارتفاع ووجود حلول جذرية لأن ارتفاع الأسعار سيكون ضحيته المستهلك قبل أصحاب المواشي. من جهة ثانية أكد مسؤول في إحدى الشركات المستوردة الذي فضل حجب اسمه، أن السبب في ارتفاع الأسعار هو الاستيراد، فلم تعد الكميات المستوردة كما كانت بل انخفضت ولم تستقر على نفس معدلها، خاصة أن دولة اكروانيا تقوم بتصدير نصف كمية الشعير التي كانت تصدره في السابق ودائما إذا قلّ الاستيراد ارتفعت الأسعار، ونحن نعمل جاهدين لكي تصل الأسعار إلى الحد المناسب للجميع فنحن لن نبيع بخسارة كما أن المربين رفعوا أسعار مواشيهم قبل سنوات ولم تتغيّر إلى اليوم، على الرغم من عدم ارتفاع اسعار الشعير سابقا، وكانت هناك مبررات منهم بأن استيراد المواشي ضعيف.