أقيمت أمس ضمن فعاليات اللقاء الثالث لنادي مكة الثقافي الأدبي “المثاقفة الإبداعية إئتلاف لا اختلاف”،عدة جلسات، إذ عقدت في الصباح الجلستان الثالثة والرابعة واشتملت على عدد من الموضوعات. ففي الجلسة الثالثة التي أدارها الدكتور عبدالعزيز المانع طُرحت عدد من أوراق العمل ضمن محاور اللقاء وهي: نقل المعارف الأدبية والفكرية من اللغات الأوروبية إلى العربية- دراسة في إشكالية التلقي وتحدث في هذا الموضوع الدكتور صالح بن الهادي رمضان حيث أبان أن المثاقفة لا تقتصر على نقل المعارف النظرية والفنون والآداب التي تترجم من لغة إلى أخرى بل تتجاوزه لتشمل كافة مظاهر العيش وأنماط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعادات والتقاليد ونظم الإدارة والسياسة والاجتماع فلكل حضارة أسلوب وطريقة مخصوصة في الاستفادة من عملية المثاقفة. وحول استقبال القضايا النقدية- قراءة النظرية النقدية تحدث الدكتور سلطان بن سعد القحطاني وقال: في هذا الموضوع تتمحور إشكالية استقبال القضايا النقدية في صعوبة فهمها عند كثير من المتلقين في العالم غير العالم الذي ظهرت فيه، وبالتالي تقابل بالرفض أو الإعراض، وتزداد الهوة بين الطرفين (المرسل والمتلقي). فيما تحدث محمد بن لافي اللويش عن الموضوع الثالث تحت عنوان “تلقي نظرية النقد الثقافي في الفكر العربي” قائلاً: ظهرت نظرية النقد الثقافي في الفكر العربي الحديث بعد صدور كتاب “النقد الثقافي” عام 2000 لعبدالله الغذامي فهو يعتبر رائد النقد الثقافي عندما وسّع أدوات النقد بإضافته عنصر النسق على منظومة الاتصال كما هي عند رومان جاكبسون فأصبح النقد بذلك يهتم بما وراء الخطاب من أنساق مضمرة وإذا كانت القراءة النقدية في المراحل الفكرية السابقة تهتم بالجمالي وتهمل المهمش فإن النقد الثقافي جاء ليكسر مفهوم الجمالية في النصوص ويهتم بما هو خارج عن العرف النقدي فاهتم بأمور تتعلق بالفكر والثقافة التي لم تدخل ضمن دائرة القراءة النقدية بسبب تدنيها في الطبقية الهرمية للعملية النقدية. فيما اشتملت الجلسة الرابعة التي أدارها الدكتور حسن بن محمد باجودة على عدد من الموضوعات هي: ترجمة الإبداع وحمولتها الثقافية وتحدث في هذا الموضوع الدكتور عزت عبدالمجيد خطاب بورقة تناول فيها إشكالية الترجمة وحذف بعض العبارات أو الكلمات من النصوص المترجمة وتناول مثالاً لذلك حذف كلمة الآنسات من رواية بنات الرياض لرجا الصانع وتسجيل إحدى الدارسات الأمريكيات لهذه الرواية ملاحظاتها على الردود التي كانت تتلقاها الكاتبة من الرجال بالرغم من أن الرواية كُتبت للعنصر النسائي. وتحدث الدكتور محمد نجيب التلاوي عن موضوع الرواية العربية والمثاقفة وقال إن فلسفة البناء والتماثل لتصوير الحياة قائمة على فكرة أن نشوء الفرد يكرر نشوء النوع لكن نشوء الفرد لا يكرر الفرد نفسه والأمر نفسه في الإبداع الروائي العربي الذي مارس رياضة التحولات السردية من التقليدية حتى الحداثية وقد تتشابه الشكول الروائية مثاقفة في أصلاب البناء الفني. وفي ختام هذه الجلسة تحدث الدكتور محمد عبدالرحمن الوهابي عن الفكر والشخصية في رواية 11 سبتمبر الامريكية وتحدث عن الرواية الأمريكية المعاصرة المكتوبة بالإنجليزية بعد أحداث سبتمبر 2001م التي تعرضت فكرياً للمفاهيم نحو العالم العربي عامة والسعودية بخاصة.