تعقد اليوم السبت بمدينة سرت الليبية فعاليات القمة العربية الاستثنائية، لبحث مشروع تطوير منظومة العمل العربي المشترك، والنظر في المشروع المقدم من عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية بشأن سياسية الجوار العربي، فيما عقد مساء أمس الاجتماع الاستثنائي للجنة متابعة مبادرة السلام العربية، لتحديد مصير مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الاستيطان مما قد يتسبب في الإطاحة بعملية السلام الهشة بين الجانبين، بينما تنطلق غدا فعاليات القمة العربية الأفريقية. وأكدت مصادر بالجامعة العربية، قبيل عقد اجتماع مبادرة السلام العربية ، وجود انقسام بين الدول العربية حول الموقف الذي يفترض أن يتخذه العرب ازاء، المفاوضات المباشرة في ظل التعنت الإسرائيلي الواضح، حيث تدعو بعض الدول العربية إلى ضرورة وقف المفاوضات بشكل عاجل، والبحث عن اتخاذ مواقف عربية بديلة لمفاوضات السلام، مثل اللجوء إلى مجلس الأمن، وإعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، حيث ترى هذه الدول أنه لا فائدة ترجى من المفاوضات الحالية، وتتزعم هذا الاتجاه كل من سوريا وقطر والسودان، بينما تدعو دول عربية أخرى إلى إعطاء مزيد من الفرص للجانب الأمريكي الذي يسعى إلى إقناع إسرائيل بالوقف الجزئي لأعمال الاستيطان، لفترة محددة قد تكون شهرين، حماية لعملية السلام، واستنادا إلى أنه لا يوجد الكثير من الخيارات أمام العرب. واختتم وزراء الخارجية العرب في ساعة متأخرة مساء أمس الأول اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الاستثنائية، وهو الاجتماع الذي حضر جانباً منه الأخ العقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية. وصرح السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن وزراء الخارجية قد أجروا مناقشات مستفيضة حول الموضوعين الأساسيين للقمة الاستثنائية، وهما تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وسياسة الجوار العربية وإقامة رابطة الجوار الإقليمي، مضيفاً أن محصلة هذه النقاشات هي تشكيل لجان لمواصلة البحث وصياغة الموضوعات تمهيداً لرفعها للقمة. وكانت القمة العربية في دورتها العادية الثانية والعشرين، التي عقدت في شهر مارس الماضي، قد دعت إلى هذه القمة الاستثنائية للنظر في هذين الموضوعين، كما استضافت الجماهيرية في شهر يونيو الماضي، تنفيذاً كذلك لقرار القمة الثانية والعشرين، قمة خماسية ضمت كلا من ليبيا، اليمن، مصر، قطر، والعراق وبمشاركة الأمين العام للجامعة للإشراف على إعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك. وتركز أعمال القمة الاستثنائية على موضوعين أساسيين الأول :النظر فى تطوير منظومة العمل العربي المشترك.والثاني: مناقشة مقترح عمرو موسى الأمين العام للجامعة إقامة رابطة للجوار العربي. وتكتسب القمة أهمية كبيرة في ظل أن تحديث منظومة العمل العربي أصبحت ضرورة من أجل إيجاد سياسات فاعلة لإعادة بناء النظام العربي المتكامل بما يتلاءم والتحديات الراهنة لمواكبة المستجدات التي تطرأ على المستويين الإقليمي والدولي . وفى هذا الإطار،اتفق قادة الدول العربية في القمة الخماسية بسرت على تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتشكيل لجنة خماسية من العراق واليمن وقطر ومصر وليبيا للإعداد لوثيقة تطوير هذه المنظومة لمناقشتها خلال القمة الاستثنائية القادمة . وبالنسبة للرؤية الخاصة بتطوير جامعة الدول العربية والأجهزة الرئيسية التابعة لها اتضح من النقاش فى هذا الموضوع وجود وجهتى نظر ، الأولى تهدف الى إحداث تعديل جذري وشامل وبوتيرة سريعة لاقامة اتحاد عربى والاتفاق على ميثاق جديد تنفذ عناصره فى اطار زمنى محدد . في حين تتبنى وجهة النظر الثانية منهج التطوير التدريجى والابقاء على مسمى الجامعة العربية فى المرحلة الحالية وارجاء بحث اقامة الاتحاد فى اعقاب تنفيذ خطوات التطوير المطلوبة وتقييمها . كما تركز القمة العربية الاستثنائية على مبادرة رابطة الجوار العربى المقترحة من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والتى تهدف الى تحويل النظام العربى من طرف مفعول به الى طرف فاعل فى محيطه الدولى والاقليمى قادر على طرح تصورات لعلاقته بالآخرين مستمدة من رؤيته لمصالحه الخاصة . بينما يهدف مقترح الأمين العام للجامعة العربية بقيام رابطة تضم الدول العربية مع الدول المجاورة لها فى آسيا وأفريقيا وأوروبا من أجل تعزيز العلاقات والتعاون والتفاهم المشترك بين الجانبين . واقترح الأمين العام ايضا أن يشمل الحوار دولا فى الاتحاد الاوروبى كقبرص ومالطا ودولا افريقية تشترك مع الدول العربية جغرافيا ، اضافة الى تركيا وإيران.وحث الأمين العام الدول العربية على تقديم مقترحاتها بشأن خطته لإقامة رابطة مشتركة مع دول الجوار العربي والتي تتحفظ دول الخليج على البند الخاص فيها بإيران .