تعقد هنا فى مدينة سرت الليبية اليوم أعمال الاجتماع الطارئ للجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة الرئيس الفلسطينى ابو مازن لبحث آفاق ومستقبل عملية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وذلك قبيل عقد القمة العربية الاستثنائية المقررة غداً السبت . وفيما لمح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى امكانية الاستقالة من منصبه في حال فشلت مفاوضات السلام مع اسرائيل، وذلك خلال لقاء في عمان مع اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، كما نقل عنه احد المشاركين امس . أكدت مصادر عربية متعددة فى الجامعة أنه إذا لم تفلح الجهود الأمريكية في إقناع الطرف الاسرائيلى بوقف الاستيطان فإن العرب مصرون على رفض استمرار المفاوضات.وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبومازن " سيطلع اللجنة على آخر التطورات بالنسبة للجهود الأمريكية لإنقاذ هذه المفاوضات ، وذلك فى ظل التعنت الاسرائيلى واستمرار بناء المستوطنات . وحذر بن حلى من أن عدم وقف الاستيطان من قبل الطرف الإسرائيلي هو نسف وإجهاض للمفاوضات ولذلك سيكون الاجتماع مهما جدا للاستماع وتقييم الموقف والوضع والتطورات . اضاف حلي "سنستمع إلى الرئيس عباس وسيكون للجامعة العربية وأعضائها الموقف المناسب". وقال رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف انه سيتم خلال اجتماع لجنة المبادرة الاتفاق على موقف يسمح بدعم الرئيس ابومازن فى جهوده للعمل على التحرك فى المفاوضات بأسلوب متوازن ، بما يسمح باحراز تقدم ، على ان تتم الخطوات والمفاوضات فى اطار متوازن . وتضم لجنة مبادرة السلام العربية كل من المملكة قطر ومصر وفلسطين والبحرين والاردن ولبنان وتونس والجزائر والمغرب والسودان واليمن و سوريا من جهته قال خالد مسمار المستشار الاعلامي في المجلس الوطني والذي شارك في اجتماع ابو مازن مساء الاربعاء مع اعضاء المجلس الوطنى الفلسطينى ان الرئيس الفلسطينى «سيضع النقاط على الحروف في قمة سرت وقد المح الى امور جديدة وهامة سيطرحها على وزراء الخارجية العرب في القمة الاستثنائية».واكد انه «من ضمن ما المح اليه الرئيس هو تقديم استقالته، فقد قال امام اعضاء المجلس ان «هذا الكرسي ربما اجلس عليه لاسبوع واحد فقط»»، مضيفا «اعتقد ان الكلام بوضوح اكبر سيكون في سرت». وكانت قيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح جددتا بداية الاسبوع الحالي التأكيد على الموقف الفلسطيني القاضي ب»عدم استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان». وكرر الرئيس عباس هذا الموقف خلال اجتماعه بأعضاء المجلس الوطني مؤكدا «انه لا يمكن أن يكون هناك مفاوضات مع إسرائيل في ظل الإستيطان»، حسب ما نقل عنه مسمار. وتابع أن عباس «في جميع لقاءاته السابقة أكد أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، لكنه كان يجابه دائما بتعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورفضه وقف الاستيطان، ومن غير الممكن أن يكون هناك مفاوضات في ظل استمرار الاستيطان». وأشار الى أن «الرئيس أطلع المجلس على اللقاء الأخير بينه وبين نتانياهو والذي استمر لأربع ساعات تحدثا خلاله في العمق لكن نتانياهو قال أن «لا وقف للاستطيان»، فقال ابو مازن اذا لا مفاوضات». وأشار مسمار الى أن الرئيس «تحدث عن ضغوطات اقتصادية هائلة تواجه السلطة اضافة الى موضوع تهويد القدس، والعرب لم يقدموا للسلطة حتى الآن ما تعهدوا به من دعم في سرت سابقا للحفاظ على الصمود الفلسطيني في القدسالمحتلة ». وكان وزراء الخارجية العرب اقروا في القمة السابقة تخصيص 500 مليون دولار لدعم القدس. واستؤنفت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن برعاية الولاياتالمتحدة الا انها تعثرت سريعا بسبب الخلاف حول الاستيطان.