تعد الموروثات والألعاب الشعبيّة من أولى مظاهر النشاط الإنساني وأقدمها وأنموذجًا حيًّا ومرآة صادقة وصورة حقيقية لمظاهر حياة مختلف المجتمعات، حيث تؤدي دورًا مهمًا في تعليم وترسيخ العادات والتقاليد الموروثة في المجتمع وتشكيل نفسيات الأطفال والصبيان وزيادة قدراتهم الجسمانية، وشحذ أذهانهم، وتطوير خبراتهم ومهاراتهم الاجتماعية، كما تساعد على انتشار العادات والتقاليد التي تميز أي مجتمع بصورة طبيعية وتلقائية من جيل لآخر وتكرِّس حب العمل الجماعي وتقوي العزيمة والإرادة كما أنها من الوسائل الترفيهية التي تريح النفس وتشحذ الخواطر وتنمي الإبداع وتحث على العطاء. وقد اشتهرت كل مدن السعودية ومناطقها بكثير الصناعات القديمة من النحت وزخرفة الخشب وكذلك المصنوعات الجلدية والألعاب الشعبية التي اندثرت أو كادت أن تندثر والتي كان يمارسها الأطفال والكبار في المواسم والأعياد في القدم وقد صُنِّفت بحسب نوعيتها، فمنها الحركيّة المعتمدة على النشاط البدني أو الحركي والذهنية التي تعتمد على الارتباط بالذهن والعقل والتفكير والإبداع في صناعتها. عند الفريرة ومن الألعاب الشعبية القديمة جدًا التي شاهدناها بسوق عكاظ وكان الإقبال عليها كبيرًا من قبل كثير من الزوار سواء من كبار السن أو الأطفال لعبة (الفريرة) أو الشاشة وهي مخصصة للأطفال؛ يقول محمد سالم عبدالله أحد صانعي لهذه اللعبة: إن اللعبة عبارة عن قطعة خشبية مستطيلة الشكل بطول حوالي 10سم، ويثقب في وسطها فتحتان متقابلتان ويمرر بهما خيط يربط في نهايته، ويقوم الطفل بلف الخيط من أطرافه ثم يشده بأصابع يديه، وينتج عن ذلك حركة دائرية لهذه القطعة الخشبية، وكلما شد الطفل وأرخى للخيط وبحركة سريعة يسمع لها صوت يشبه الأزيز حسب سرعة يد اللاعب، وتعتبر هذه اللعبة من الألعاب المسلية في الزمن الماضي وتقضي على وقت فراغ. فن شاق ومن الحرف التي شاهدنا الإقبال عليها كثير من قبل الزوار وخاصة من محبي الاقتناء ووضعها في أماكن بارزة في منزله حرفة النحت على الخشب بأشكال جميلة ومخطوطات وبعض المجسمات. يقول رجاء الدعدي: هذه المشاركة هي الثالثة لي بسوق عكاظ وأقوم بعملية النحت والنقش على الخشب وهي مهنة شاقة ولكنها في نفس الوقت مسلية وفيها فن وإبداع وتذكير بالماضي الحاضر حيث نستخدم أدوات بدائية مبرد (مسحل) ومطرقة وسكين للحفر وفرشاة لتنظيف نخالة الخشب ونقوم بعمل مجسمات مثل عمل دراجة أو سيارة أو لعبة من الخشب كالدنينة وغيرها وتجد إقبالًا من المقتنين لها. خوص وسعف ومن الموروثات التي شاهدناها بسوق عكاظ صناعة الخوص من السعف، يقول العم محمد عبدالله: هذه المهنة ظللت أزاولها منذ القدم، وهي صناعة الفرش من سعف النخيل.