جاءت مسابقة “بحب مكة نلتقي”، التي افتتحها ودشن فعالياتها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بمتحف الملك عبدالعزيز التاريخي بأبرق الرغامة لتفتح الباب واسعًا أمام التشكيليين العرب والمسلمين من أجل التنافس في تجميل وتزيين أطهر البقاع وأقدسها، من أجل نشر الثقافة الفنية عبر أعمال تحكي الموروث الإسلامي لعاصمة الثقافة الإسلامية الأولى؛ حيث تنافس عدد من التشكيليين يمثلون 24 دولة قدموا أكثر من 300 عمل للفوز بجائزة هذه المسابقة الإسلامية الأولى. وقد حكّمت المسابقة من مجموعة من المتخصصين وهم: الدكتور محمد سعيد فارسي والدكتور مصطفى الرزاز والدكتور فريد الزاهي والدكتور زول هايمي بن حمد والدكتور ياعقوبا كوناطي. وقد نال فنانو المملكة العربية السعودية المراكز الثلاثة الأولى، حيث فاز بالمركز الأول الفنان ياسر محمد أزهر، وذهبت الجائزة الثانية للفنان سعود خان، بينما حصل الفنان يوسف أحمد جاها على المركز الثالث، أما الجائزة الرابعة فحصلت عليها شركة شازا الإيرانية، وحققت الفنانة المصرية ريهام حسن محمد المركز الخامس، وحصل الثلاثي أحمد يحيى، وأحمد البدوي، وياسر مصطفى مهنا من مصر على المركز السادس، وذهب السابع لزياد بقوري من العراق، والثامن حققه أحمد علاوي من العراق أيضًا، ولتعود الجائزة التاسعة للسعودية مرة أخرى في شخص الفنانة السعودية أمل حسين فلمبان على. أهمية جماليات البيئة وقد أشاد عدد من المشاركين والفنانين بالمسابقة وأهميتها في دعم الحركة التشكيلية السعودية، ويبرز ذلك في حديث رئيس اللجنة الفنية للمسابقة الدكتور أحمد فيرق، الذي قال: تكمن أهمية هذه المسابقة في أن جماليات البيئة أصبحت عنصرًا مهمًا في حياتنا بوصفها إحدى وسائل المعرفة، ونحن لا نستطيع فهم حقيقة الفن وإدراك دوره في تاريخ الإنسانية إلا عندما نتعرف عليه كوسيلة للمعرفة موازية لغيرها من الوسائل التي يستطيع بها الإنسان أن يصل إلى فهم بيئته، بل متميزة عليها. والاتجاه السائد في مجال جماليات البيئة هو اتجاه تكاملي يركز على العلاقة بين الإنسان والبيئة والسلوك. باب الإبداع المفتوح أما المستشار الفني للمسابقة الفنان هشام بنجابي فقال عن المسابقة: احتضنت هذه المسابقة من أمير منطقة مكةالمكرمة وأمين العاصمة المقدسة بهدف أساسي لنشر الثقافة الفنية عبر أعمال تحكي الموروث الاسلامي ولتفتح باب الإبداع لفناني العالم الإسلامي أجمع؛ لتخلد وتضع بصماتهم الجمالية والإبداعية على جدران العاصمة الأبدية للعالم الإسلامي؛ أم القرى مكةالمكرمة. وقد أكدت العربية في إدارة المناسبات عن جدارتها في التعامل بحرفية مع كل الظروف لتخرج بالمستوى المشرف الذي يتفق والرؤية التي ينشدها أمير العاصمة المقدسة. تميّز من أجل مكة أحد المشاركين في هذه المسابقة وعضو مجموعة مكة التشكيلية الفنان خالد مصطفى قاروت تحدث بقوله: هذه المسابقة مناسبة عظيمة بأن نشارك في تجميل أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة، وأن نساهم ولو بجزء قليل من الجهد في سبيل تجميل مكة، وإن لم نفز في المسابقة؛ ولكن حظينا بعملنا ضمن أفضل الأعمال التي حازت على رضا لجنة التحكيم ومن ضمن (21) عملًا مميزًا فهذا بحد ذاته فخر واعتزاز بالأرض الطيبة، فنحن من أبنائها، وكلي أمل أن أشارك في المسابقات المقبلة لتجميل مكة حتى نساهم في تسخير خبراتنا الفنية والتشكيلية من أجل تجميل مكة مهما حصل. شرف المشاركة كما تحدث الفنان التشكيلي حسن الزهراني قائلًا: لا شك أن المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكةالمكرمة هي في حد ذاتها تكريم لهذه البقعة الطاهرة التي شرفها الله سبحانه وتعالى بالكعبة المطهرة والمشاعر المقدسة، وهو دليل واضح على اهتمام الدولة الرشيدة على أن تكون أجمل وأرقى مدن العالم من جميع النواحي، ومنها الناحية الجمالية، ويرعى هذا الاهتمام ويتابعه بكل خطواته صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- مؤمنًا بمكانة هذه المدينة وقدسيتها في قلب كل مسلم على وجه الأرض، ومن الجميل أيضًا إعطاء الفرصة للفنانين التشكيليين بالمشاركة والإبداع في تجميل ميادينها، وإعطائهم الثقة في ذلك. مشروع حضاري ويقول محمد الخبتي: ليس مستغربًا الاهتمام والرعاية والدعم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الشاعر والتشكيلي لهذه المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مهبط الوحي مكةالمكرمة فهي مشروع حضاري إسلامي رائع، لذا نتمنى له النجاح والاستمرارية. وحقيقة؛ مكةالمكرمة تستحق كل الاهتمام من جميع المجالات ومناحي الحياة؛ وما الفنون التشكيلية إلا احد هذه المجالات، فهنيئًا للفن التشكيلي العربي والإسلامي بهذه المسابقة. نشر الفن كذلك أشاد الفنان وليد الحسني بالمسابقة في سياق قوله: المسابقة كانت فرصة لكل فنان لإبراز إبداعاته من أجل أن تكون هذه الإبداعات أمام زوار مكةالمكرمة. والمسابقة في حد ذاتها رائعة، وأسهمت في نشر الفن للمتلقي. وأتمنى أن تكون هذه المسابقة بشكل سنوي، ويكون هناك توزيع للجوائز.