أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المملكة تسير اليوم على خطى واثقة نحو الريادة في مجالات الفضاء والمعرفة والتقنية الحديثة. وقال سموه في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء والطيران أمس الأول، الذي يعقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وتنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وكالة الفضاء الامريكية (ناسا)، “إننا اليوم، ومهما اختلفت المواقع الجغرافية، واللغات، والأديان، لا نزال بشرًا خلقهم رب واحد، ونعيش على كوكب واحد، ويربطنا مصير واحد على هذا الكوكب”. وأضاف أن عقد هذا المؤتمر يتزامن مع مرور خمسة وعشرين عامًا على أول مهمة للفضاء لعالمنا العربي والاسلامي ولبلادنا الغالية على متن المكوك الفضائي ديسكفري. وأوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان، أن السنوات الماضية كانت مليئة بالأحداث التاريخية، فقد انتقل العالم من حال إلى حال، وشهد تحولات سياسية وعلمية واقتصادية وإنسانية كبرى. وأشار إلى أن السنوات الخمس والعشرين شهدت تغيرات في التوازنات السياسية، وتسارعت التطورات العلمية، ودخل العالم عصر الإنترنت والحاسب الشخصي، وتطورت وسائل التواصل الاجتماعي والإلكتروني، كما عاشت بلادنا العربية والإسلامية مرحلة مهمة من تاريخها، وشهدت حروبًا كبرى وتحولات سياسية واقتصادية مهمة، ومرت شعوبها بمخاض إنساني واجتماعي لا زالت تبعاته وتطوراته تصاحبنا حتى يومنا هذا. وأبان أنه عندما نستذكر المشاركة العربية الأولى في الفضاء، فإنه من المهم أن نستوعب الحقبة التي حدثت فيها هذه المشاركة التاريخية، فلقد كانت حقبة مر خلالها العالم العربي بمرحلة حرجة، ولم تكن وسائل التقنية المتوافرة اليوم متاحة، أو حتى معروفة للعامة، فما بالك بتقنية الفضاء، أو مجرد التفكير في المشاركة في رحلة فضائية لمواطن عربي مسلم وفريق لإجراء التجارب العلمية. وتابع سموه يقول “حيث إن السفر إلى الفضاء موضوع مشوق ومثير للفضول، فلم يكن مستغربًا أن يحدث في بلادنا ما حدث في بلاد أخرى مثل الولاياتالمتحدة، والاتحاد السوفيتي السابق، وأوروبا، من اهتمام بالغ عندما شارك أبناؤها في رحلات فضائية، ولذلك أكدت أكثر من مرة، أن ما حدث من احتفاء وتكريم للمشاركين بعد الرحلة، إنما كان احتفاء الناس بأنفسهم، وتكريمهم لإنجازهم، واعتزازهم ببلادهم، فلم يكن الأمر تكريمًا لمجموعة أفراد، بل لأمة رأت نفسها تنتقل من مرحلة إلى مرحلة، وتعبر عبر جسر جديد نحو المستقبل. وأوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان أن المشاركة الفضائية للمملكة العربية السعودية تمت والمملكة في زمن كانت تنفض فيه عن عباءتها غبار مرحلة التنمية والبناء الكبرى، التي شهدتها خلال سنوات قلائل، مشيرًا إلى أن أحد أهم آثار رحلة الفضاء الأولى هو أنها لفتت الانتباه إلى أن الدولة، وكما استثمرت في إنشاء الطرق والمصانع، استثمرت، أيضًا، في بناء الإنسان. وقال إن المشاركين في برنامج رحلة الفضاء هم من المواطنين، الذين استفادوا من استثمار الدولة في التعليم المتقدم، وها هم اليوم يشاركون في أحد أهم مجالات العلوم والتقنية وأعقدها في العصر الحديث، مثل: الفضاء، والطب، والهندسة، والطيران وغيرها من المجالات العلمية التي تميز، بل تفوَّق فيها المواطن السعودي. وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان أن مشاركة المملكة الفضائية مثلت أيضًا، نقطة ضوء رأى العالم من خلالها أننا كمسلمين، نتوق إلى العلم والتحدي، وأن الإسلام هو دين العلم والتفوق، وأننا نريد ونستطيع المشاركة في صنع المستقبل.