عبق الماضي وأريج الحاضر من خلال سوق عكاظ التاريخي، فيشترك الماضي مع الحاضر وفي بداية كل منهما عمق لحضارة التراث والموروث، وقد أعاد لنا من جديد أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، وتوثيق التراث والموروث له جملة فوائد حالية ومستقبلية، ثقافية ومادية من أهمها حفظ ثقافة الشعوب المتوارثة، وما فيها من خبرات علمية وعملية متنوعة، جُبل أبناء محافظة القنفذة على التميّز، حتى أصبح سمة من سماتهم إلى جانب وفائهم لقيادتهم، وحبهم لوطنهم، فما أن انتهوا من احتفالهم باليوم الوطني الذي جسَّدوا فيه روح الولاء لدينهم ثم مليكهم ووطنهم، حتى شدوا الرحال إلى مدينة الورد محافظة الطائف للمشاركة في الفنون الشعبية، وكانت ليلة الخميس 21/10/1431ه هي الليلة المخصصة لمحافظة القنفذة، للمشاركة ضمن فعاليات سوق عكاظ للفنون الشعبية للسنة الثالثة، وشاركت بالموروث السائد في المحافظة “العرضة والعزاوي والزيفة والمزمار والربخة” في أداء متميز وحضور كبير، وكان على رأس وفد القنفذة محافظ القنفذة “فضاء البقمي” ليشد من أزر المشاركين وتشجيعهم.. الجدير بالذكر أن محافظة القنفذة فازت بالمركز الأول في بداية ميلاد سوق عكاظ عام 1429 هجري، وجائزة قدرها مئتا ألف ريال، وكان للأدب النسائي حضوره، فقد فازت بالمركز الأول الشاعرة حليمة الموري، وفي العام الثاني 1430ه فازت المحافظة بالمركز الأول وجائزة مائة ألف ريال. حضور أبناء القنفذة هو دليل قاطع على وفاء أهالي المحافظة، وحرصهم على المشاركة في سوق عكاظ التاريخي تحت إشراف مباشر من أميرنا المبدع خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. تميَّز سوق عكاظ في كثير من فعالياته فقد بُذل فيه جهود جبارة وكان ذلك بتوفيق من الله ثم بمتابعة من معالي محافظ الطائف فهد بن معمر واللجان المشرفة على السوق الذين شكَّلوا خلية نحل فتجدهم في كل موقع من السوق، فيشعر الزائر أثناء تجواله أنه يعيش في تلك العصور الماضية التي جسدها الحاضر في بعض الشخصيات العملاقة الرائدة لهذا السوق في الماضي، من خلال اللباس وعروض الخيل والتعليق على ما كان يدور في أروقة السوق.. جهود كان نتاجها نجاح هذا السوق الذي أصبح وجهة لكل زائر من داخل المملكة وخارجها. محمد أحمد الناشري - القنفذة