مثل عربي قديم. والحشف: أردأ التمر، والكيل: نوع من الوزن، والمعنى: تجمع أردأ التمر مع سوء الوزن. ويُضرب هذا المثل في مَن يجمع بين خصلتين مذمومتين، وهذا المثل ينطبق تمامًا على بعض مَن يصوّغون لأنفسهم شتم وسب الغرب الكافر -على حد تعبيرهم- من أصحاب الأوهام، والعُقد النفسية، ثم ما يلبثون أن يتنعموا وينغمسوا في ما صنع الغرب، وهذا قمة التناقض؛ ليلقنوا المجتمع الذين ينعمون بخيرات الغرب بأن هذا الغرب بلاد القردة والخنازير، ونسى أو تناسى أن كل ما هو متداول بين أيدينا اليوم من أعظم الاختراعات مثل: الكومبيوتر، والهاتف النقال، والسيارات، والطائرات، والقطارات، والبواخر إلى أتفهها: كقلم الرصاص، وشفرة الحلاقة هي من نتاج الحضارة الغربية، التي صنعت وأعطت العالم أجمع. حتى الأدوية والعقاقير هي من ابتكار الغرب، ونحن عالة عليهم. وبدل شكرهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله) نسبّهم ونلعنهم! هل هذا من حسن الخلق، ومروءة النفس؟ بل هو من التعالي والغطرسة الفارغة، ونحن نعيش مرحلة ما قبل العلم، بل ما قبل النهضة، واليابانيون لم يصلوا إلى ما هم عليه إلاّ بأخذ ما عند الغرب من حرية للفرد والمجتمع، والنهوض الصناعي والعلمي، وفي عصرنا الحاضر يسعى المجتمع الدولي للتكامل والتكافل والعيش المتبادل الآمن؛ لأن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة ومنفتحة ومنتجة. خالد عبدالله الحازمي - مكة المكرمة