أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك خلال لقائه بالمعلمين وطلاب التعليم العام وعدد من معلمي وطلاب المعهد العلمي بتبوك أن وحدة المملكة تعد أول وحدة قامت على قواعد صحيحة في تاريخ هذه الأمة.وخاطب الطلاب بهذه المناسبة قائلا: “أنتم أغلى ما يملكه المجتمع وتمثلون الجيل، الذي نعتمد عليه بعد الله في تكملة مسيرة الآباء والأجداد، ونحن نعيش في هذه الأيام ذكرى مرور ثمانين عامًا على توحيد المملكة العربية السعودية، وهذه الأمور لم تتم بسهولة، بل بالإيمان أولا ثم بالتضحيات من رجال بذلوا الغالي والنفيس لتوحيد هذه البلاد؛ فالملك عبدالعزيز نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه ومعه آباؤكم وأجدادكم، الذين شاركوا بدمائهم ومالهم وأولادهم وجهودهم إلى أن أوصلونا إلى ما أوصلونا إليه الآن، وهذه النعم التي نعيش فيها فكانت وحدة البلاد في عهد الملك عبدالعزيز وهي أول وحدة صحيحة وفعالة في تاريخ هذه الأمة قاطبة”.وأردف سموه بقوله “هناك مقولة الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان، والأمن ليس بمعناه الأمني فقط بل الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن السياسي ولو فُقد شيء منها يشعر الإنسان بمدى الضياع، ونحن في هذه البلاد ننعم بالأمن والاستقرار وأنتم شباب تطلعون على كل ما يكتب في العالم؛ إذ أصبح كل ذلك متاحًا عن طريق وسائل الاتصال الحديثة وتعلمون ما يوجد في بلادكم وما هو موجود في بلاد أخرى فيجب أن تعيشوا هذه النعم وتتعايشوا معها لذلك عليكم أن تدركوا أن هذه النعم لم تأتِ من فراغ بل أتت بجهد آبائكم وأجدادكم وعليكم الآن مسؤولية كبرى بأن تأكدوا للعالم أجمع بأنكم قادرون بإذن الله على مواصلة ما عمله أجدادكم بالعلم والاجتهاد والمثابرة والالتزام وبحب الحياة والعمل من أجل الرقي والتطور ونعمل على اكتشاف الجديد، وما هو صالح ومفيد، متمسكين بعقيدتنا وبديننا وبأخلاقنا وبموروثاتنا وبتقاليدنا، التي لا بد أن نكون فخورين بها ويجب أن نكون فخورين بها”. وأضاف سموه بقوله: “هذا اليوم العظيم لكم أنتم أيها الجيل الجديد لكي تطلعوا عليه وتقرأوا عن تاريخ بلادكم وتتطلعوا على ما قام به آباؤكم وأجدادكم وعليكم أن تجتمعوا بكبار السن من أقاربكم وتسألوهم عما كانوا عليه في سنكم، وما أنتم عليه الآن لتعرفوا الفارق الكبير وتحمدوا الله على ما انتم عليه”. وتابع سموه قائلا “أود أن أطمئنكم أن المستقبل مشرق بإذن الله، وقيادتكم قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني، حريصة كل الحرص على أن تكون بلادكم من أرقى الدول وأحسن الدول وأن يكون نصيب الشاب والشابة هو أن يكونوا قادرين على أن يعيشوا العيشة الكريمة، التي يستحقها مواطن المملكة العربية السعودية والدور عليكم أن تجتهدوا مع بداية العام الدراسي وتأخذوا الأمور بجدية وتبذلوا الجهد اللازم، لكي تحققوا ما يريده لكم وطنكم وما يريده لكم آباؤكم وأمهاتكم”. واختتم سمو أمير منطقة تبوك حديثه لأبنائه الطلاب قائلا “هذه البلاد هي مهبط الوحي وهذه البلاد هي أساس كل خلق عربي أصيل، وأنتم قادرون على الاستمرار على هذا المنوال، ونرجو أن نسمع عنكم كل ما يسر وعليكم الاعتناء بالأسرة والبيت، لأن ذلك ينعكس على مجتمعكم ووطنكم، ونتمنى لكل العاملين في مجال التعليم كل توفيق، ونحن في هذه المنطقة نشعر أن كل ما يمكن توفيره هو مهيأ لتعليم جيد على مستوى طموحات الجميع للبنين والبنات، ويعمل على توفيره رجال مخلصون، وعلى رأسهم سعادة مدير التعليم، ونحن سعدنا كذلك بزيارة لسمو وزير التربية والتعليم مؤخرا ونعرف مدى حرص نوابه على كل ما يهم التعليم، ونتمنى للجميع التوفيق وأتمنى لكم مستقبلا زاهرا بمشيئة الله”.