وأخيرًا أسفر الشر الصهيوني عن وجهه الكريه، ورفض رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو تمديد تجميد بناء وتوسعة المستوطنات في الضفة الغربية، رغم أن التمديد الذي طلبه الرئيس الفلسطيني ريثما يتحرك قطار المفاوضات المباشرة، اقتصر على ثلاثة أو أربعة أشهر فقط، ولم يكن يشمل القدس الشريف، ولا بناء المرافق العامة كالمستشفيات والمدارس. وإذا كان الجانب الصهيوني قد رفض استمرارية تجميد بناء المستوطنات في الضفة، ولو لأربعة أشهر، وهي مستوطنات أجمع العالم كله على عدم شرعيتها، وفي المقدمة الأمريكيون والأوروبيون والروس والصينيون، فكيف ستكون مواقف العدو في القضايا الرئيسة كحق العودة، والقدس، والحدود؟! ولابد أن يلاحظ المراقب أن السياسة التفاوضية للعدو، تقوم على اختلاق مطالب جديدة وخطيرة، كلّما بدأت جولة من المفاوضات، التي يُساق إليها العدو سوقًا من قِبل حماته وداعميه كيهودية الدولة. وتوسيع المستوطنات، وهكذا يدخل الموقف كله في متاهات لا مخرج منها، بينما تتصاعد حركة تهويد القدس الشريف، ويتم تغطية أراضي الضفة بقلاع عسكرية التهمت حتى الآن 42% من أراضي الضفة، ويسكنها أشد الإسرائيليين تطرّفًا وإرهابًا. * * * غير أن أشد ما يؤلم المرء حقًّا، أن تتكتم السلطة على أكاذيب العدو وإجرامه، رغبة في تجاوز العقبات التي يختلقها الإسرائيليون. وحرصًا على استمرار التفاوض، ولست أدري ما إذا كان هذا التكتم يتم بعلم اللجنة العربية الرباعية وموافقتها أم لا؟ لقد أعلن ماهر غنيم وزير الدولة في السلطة الفلسطينية لشؤون الجدار والاستيطان، في مؤتمر صحفي برام الله، بأنه طوال فترة العشرة شهور الماضية (فترة التجميد التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية)، والتي انتهت رسميًّا منذ أيام، فإن الانتهاكات سواء في الاستيطان أو مصادرة وتجريف الأراضي، أو هدم المنازل، والاستيلاء عليها لم تتوقف، فيما يدل على توزيع للأدوار بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لإعاقة عملية السلام. وأكد الوزير الفلسطيني أن السلطات الإسرائيلية دشّنت خلال فترة التمديد حوالى 52 ألف وحدة استيطانية، بين ما نفذ ويجري تنفيذه، وما يُخطط له، يتركز أكثرها في القدس، ومناطق الأغوار، والمناطق المصنفة “سي” في الضفة الغربية، التي هي أكثر المناطق الفلسطينية تعرّضًا للانتهاكات الإسرائيلية. * * * من جهة أخرى قال مدير مركز الأبحاث والأراضي جمال طلب، إن الإحصاءات تشير إلى أن الأنشطة الاستيطانية طوال فترة التجميد لم تتوقف، وأكد أن عدد المستوطنات التي يجري التوسع فيها 120 مستوطنة، وأن عدد الوحدات المنفذة، أو التي يجري العمل فيها 1520وحدة، فيما بلغ عدد الوحدات التي يجهز لعقود العمل فيها 2066، وأن عدد الوحدات التي خططت لبنائها مستقبلاً بلغت 37679 وحدة استيطانية. وأشار مدير الأبحاث والأراضي إلى أن حجم ما صُودر من أراضٍ خلال فترة التجميد، بلغ 5906 دونمات، فيما جُرف 920 دونمًا، وهُدم 280 مسكنًا ومنشأةً، وبلغ عدد المساكن والمنشآت المهددة بالهدم 830، عدا عن الاستيلاء على 13 مسكنًا آخر، فيما منعت قوات الاحتلال شق 10 طرق في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، بينما شق المستوطنون 28 طريقًا لهم، وقال إن إسرائيل تسعى لخلق وقائع على الأرض، خاصة في مناطق القدس، والأغوار، لإيجاد دولة استيطان داخل الأرض الفلسطينية.