كانت ليلى طفلة صغيرة تحلم كما الأطفال أحلامًا صغيرة. وعندما كبرت أصبحت تحلم مثل الكبار. ومن أحلام الكبار أن يكون لديها عائلة من زوج وأبناء وطبعًا سائق وخادمات وهذه ثقافة عامة في بلادنا. تزوجت ليلى وكان لها ما كان، من زوج بوظيفة حكومية وأطفال ومنزل بطلاع الروح وسيارة سائق وخادمة. وبعد وقت وفي سن الخمسين توفى زوجها وهو في الستين تاركًا أولادًا وبناتًا، كان راتبه في حدود ثمانية عشر ألف ريال ويا دوب..! فاتجهت لمصلحة التقاعد لتفاجأ أن الراتب انخسف؟!. فاستمرت بتربية الأولاد بالراتب المخسوف.. ثم كبر الأولاد ليتزوجوا ويذهب كل في حاله، هذا مع استمرار انخساف الراتب حتى وصل إلى ألف وثمانمائة ريال. فكيف ستعيش ليلى مع سائق وخادمة تحتاجهم في كبرها؟ هل تلجأ إلى أبنائها أم الأقارب أم إلى حسنة المحسنين؟!. أليس راتب التقاعد لحفظ ماء الوجه؟! أليس هذا الراتب المتناقص هو الباقي من الأيام المتبقية؟!. أليس من المفروض أن يتوقف هذا الراتب عند حدود الكفاية الأسرية والحياتية؟! ألا توجد مصاريف طعام وشراب وملابس وأدوية وعلاج؟! ألا يكفي أن العلاج الحكومي يحتاج وقتًا وجهدًا مما يضطر ليلى لدفع مصاريف الطبيب الخاص؟! وهل من المعلوم أن الراتب لا يتماشى مع معدلات التضخم العجيبة..! والأسئلة لا تنتهي أبدًا.. وللمزيد؟! اسألوا ليلى! والله المستعان.