نحن فداء للوطن شعار يتغنى به الجميع عندما يكون الحديث عن الوطن مع تأكدي أن غالبية من يرفعونه لا يدركون معناه الحقيقي وما يترتب عليه من معانٍ تتطلب الوفاء والإخلاص للوطن، وليسمح لي القارئ في تفسير هذا الشعار من وجهة نظر متواضعة جداً لعل القارئ يبدأ في تصحيح سياساته الإدارية في إدارة مؤسسته أو وزارته فضلاً عن ذاته التي تعتبر الأصل في العمل، ويساهم في رفع مستوى الإنتاج مثلما لو كان يوماً ما مديراً لشركة تختص بإنتاج المياه أو إنتاج الأسمنت أو غيرها من الشركات التي تعمل لأجل الربح والخسارة، ولاشك أن بعضاً من أخطائنا الإدارية الروتينية المملة وعدم التجديد وصعوبة تفهم هذا الشعار قد كلف الوطن اقتصادياً واجتماعياً، وهذا المعنى هو التضحية والفداء لأجل الوطن والدفاع عنه بكل الوسائل وتأصيل مبدأ المواطنة بكل ما يملك المواطن في سبيل الوطن خصوصاً وأن الوطن مهبط الوحي وعرين المقدسات الإسلامية ومهوى أفئدة المسلمين فضلاً عن المقدرات الاقتصادية التي أنعمنا الله بها، الوطن أيها السادة يحتاج منا الكثير عطفاً على ما سبق وتقدم، ويحتاج إلى تأصيل معاني التضحية في كل ميدان ومجال يتاح للمواطن العمل فيه وينال الشرف بخدمة مليكه ووطنه، ومن تلك المنطلقات تابعنا مراراً وتكراراً توجيهات الملك السديدة حفظه الله ورعاه في جلسات مجلس الوزراء، وأثناء افتتاحه لأعمال جلسات مجلس الشورى ومتابعته المستمرة لما يطرح في الإعلام من مشاريع متعثرة وفساد إداري وتقارير ديوان المراقبة العامة السنوي ودعمه وتكريمه أطال الله في عمره لكل إنجاز يسجل باسم الوطن ولكل مخلص في عمله ومتميز في مجاله، وفتح الأفق للتعليم والابتعاث وتشجيعه على العلم والتعلم ورعايته للمنتديات الاقتصادية والتحليق بدولتنا إلى مصاف الدول العشرين الاقتصادية، وتعزيز مبدأ الحوار الداخلي وحوار الحضارات الذي أخذه حفظه الله على عاتقه حتى أصبح اليوم مبدأ كل الساسة والمثقفين العالميين، وزيادة رواتب الأطباء والعسكريين، ألا يستحق الوطن بعد هذا الإخلاص والإيثار والبذل والتفاني للمساهمة في إعطاء صورة متميزة أمام أنفسنا أولاً وأمام العالم الخارجي ثانياً، ألا نستشعر بأننا في مرحلة تحدٍّ في ظل العولمة والتنافس الكبير الذي نجده في العالم من حولنا، ألسنا نحن مسؤولين عن مستقبل أجيالنا وتوريث ثقافة العمل بإخلاص واتقانه بما يليق مع قدراتنا وإمكاناتنا ونحن نعلم علم اليقين أن ديننا الحنيف هو الذي يحثنا على ذلك؟ حاتم بن علي الذيابي – جدة