أشاد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي، بالدور الذي اضطلعت به دبلوماسية المملكة طوال مراحل تاريخها في خدمة القضايا العربية والإسلامية على مختلف الصعد القارية والدولية. وفيما هنأ وزير الخارجية اليمني، المملكة -قيادة وشعبًا باليوم الوطني، أكد أن العلاقات السعودية - اليمنية، في ظل الحكمة والحنكة السياسية، التي تتمتع بها قيادة البلدين، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه الرئيس علي عبدالله صالح، شهدت تطورًا كبيرًا وقفزات نوعية، في مسارها ومضمونها وعلى مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن العلاقات بعد التوقيع على معاهدة جدة في يونيو عام 2000م، انتقلت من مرحلة علاقة الجوار إلى علاقة الشراكة والتعاون الأخوي، وعملت على توحيد الإرادة والتقاء المصير الواحد، ووضعت جهود وإمكانات البلدين في خدمة أهدافهما ومصالحهما المشتركة من خلال الانتقال بالعلاقات إلى مرحلة متقدمة من الشراكة والتعاون. وقبل ساعات من مغادرته صنعاء، متوجهًا إلى نيويورك لترأس الوفد اليمني المشارك في اجتماعات الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن، الذي سيقعد غدا الجمعة، قال القربي، مع “المدينة”: أجدها مناسبة للإشادة بالدور الذي اضطلعت به دبلوماسية المملكة برئاسة أخي وزميلي، سمو الأمير سعود الفيصل، الذي استطاع من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال، أن يقود السياسة الخارجية للمملكة باقتدار وحنكة، في المحافل القارية والدولية، وجسد خلالها مواقف بلاده الداعمة والمنتصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية. مكاسب كبيرة * معالي الوزير، تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام بالذكرى ال80 ليومها الوطني.. بهذه المناسبة، ما الحالة التي أصبحت عليها اليوم علاقات البلدين، بعد مضي أكثر من سبعة عقود..؟ ** يسرني في البداية وعبر صحيفة “المدينة” الغراء، أن أتقدم بالتهنئة القلبية إلى المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبًا بمناسبة الذكرى ال80 لليوم الوطني للأشقاء في المملكة العربية السعودية، الذي يأتي وقد تحقق لهذا البلد العظيم والمبارك بأرضه وشعبه، جملة من النجاحات والإنجازات والمكاسب الكبيرة. كما أن الاحتفال باليوم الوطني في المملكة، يتزامن مع احتفالات الجمهورية اليمنية بأعياد الثورة اليمنية - 26 سبتمبر،14 أكتوبر- وتحل بهجة احتفالات البلدين والشعبين الشقيقين -السعودي واليمني- هذا العام، بعد أن تحقق، في ظل الحكمة والحنكة السياسية التي تتمتع بها قيادة البلدين، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، تطور كبير وقفزات نوعية، ونهضة اقتصادية جبارة شملت مختلف مجالات الحياة في البلدين. حيث شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين، نقلة نوعية في مسارها ومضمونها وعلى مختلف الأصعدة، بل إن متانة العلاقة بين البلدين تعدت التعاون في مختلف المجالات إلى التنسيق في مواقف البلدين تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية، وتعززت وتطورت علاقة البلدين في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية والأمنية. ومن الأهمية بمكان القول أن العلاقة بين اليمن والسعودية انتقلت من مرحلة علاقة الجوار إلى مرحلة علاقة الشراكة والتعاون الأخوي، بعد التوقيع على معاهدة جدة في يونيو عام 2000م، التي تم بموجبها إغلاق ملف الحدود بين البلدين، وإنهاء مشكلة، ظلت مصدر قلق، ومؤرقة للشعبين والقيادتين، طوال 60سنة. تلك الاتفاقية عملت على توحيد الإرادة والتقاء المصير الواحد، والانتقال بعلاقاتهما إلى مرحلة متقدمة من الشراكة والتعاون، بل إنها وضعت جهود وإمكانات البلدين في خدمة أهدافهما ومصالحهما المشتركة. ونتيجة لذلك أصبح اليوم الشعبين الشقيقين -أبناء المملكة العربية السعودية، وأبناء الجمهورية اليمنية- يرتبطون بمنظومة متكاملة من المصالح المتبادلة والمشتركة بينهما. وما أود التأكيد عليه هنا، أن العلاقات بين أبناء دول الجزيرة العربية، تتميز بخاصية الترابط الاجتماعي، فضلًا عن التقارب والتداخل الجغرافي والتجانس الثقافي والاجتماعي، الذي يجمعهما عامل اللغة والدين والهوية الواحدة، والانتماء إلى إرث تاريخي وحضاري واحد، وروابط وصلات أخوية حميمة ومتجذرة. الأمر الذي يحتم علينا بذل جهود مضاعفة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الأخطار والتحديات والتهديدات المحدقة بنا، وإلى تعزيز التكامل الاقتصادي، على طريق الانتهاج تحت مظلة كيان موحد، يستطيع من خلاله -مجتمعنا- مواجهة أي تهديدات وتحديات مستقبلية، وكذلك تحقيق آمال وتطلعات الأجيال القادمة. حراك دبلوماسي لخدمة القضايا العربية * وكيف تجدون خطى الرؤية الدبلوماسية للمملكة عبر مراحلها التاريخية، تجاه القضايا العربية والإسلامية؟ ** أجدها مناسبة للإشادة بالدور الذي اضطلعت به دبلوماسية المملكة العربية السعودية، برئاسة أخي وزميلي، سمو الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، الذي استطاع من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال، استطاع أن يقود السياسة الخارجية باقتدار وحنكة، في المحافل القارية والدولية، وجسد خلالها مواقف بلاده الداعمة والمنتصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل الحراك الدبلوماسي السعودي في رأب الصدع في العلاقات العربية وجهود المصالحة في العديد من الخلافات العربية - العربية، وإطلاق المبادرة العربية للسلام والتحرك الدولي الدؤوب للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، ومن خلال العلاقات الثنائية. دور سعودي فعال في دعم اليمن * تعقد مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك، مؤتمرًا بشأن التنمية ومعالجات التحديات التي يواجهها اليمن.. والمملكة ضمن الداعين لهذا المؤتمر، كيف تقيمون هذا الدور للمملكة؟ ** الاجتماع الخاص بمجموعة أصدقاء اليمن، جرى التحضير له برئاسة مشتركة يمنية- سعودية- بريطانية، ولا شك أن مشاركة المملكة العربية في رئاسة الاجتماع الخاص بمجموعة أصدقاء اليمن، إلى جانب بريطانيا واليمن، يدل على حجم ذاك الاهتمام الذي توليه المملكة باليمن ومواقفها الداعمة لمسيرة التنمية والحريصة على وحدة وامن واستقرار اليمن. إضافة إلى ذلك، فان الدور الداعم والمساند لليمن الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة، سواء على صعيد علاقات التعاون الثنائي أو ضمن مجموعة أصدقاء اليمن أو في إطار مجلس التعاون الخليجي أو من خلال الاجتماعات والمؤتمرات الدولية للهيئات والمنظمات الدولية يحظى بتقدير القيادة والشعب في الجمهورية اليمنية. لذلك فإننا ننظر للدور الذي تقوم به المملكة لدعم ومساندة اليمن بتقدير واحترام، وبالقدر الذي تأتي فيه السعودية في صدارة الدول الداعمة لليمن، فان اليمن يشكل عمقًا استراتيجيًا، وعاملًا أساسيًا للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ولحماية الأمن القومي العربي، كما أنه يشكل رافدًا بشريًا مهمًا لدول الجزيرة العربية كلها. لذلك فإننا ننظر إلى العلاقة اليمنية - السعودية، نظرة خاصة ونسعى دائمًا إلى التعاون والتنسيق في كل ما يخدم قضايا الشعبين ومصالح البلدين والدفاع عن القضايا القومية والإسلامية. واليمن يثمن دور الأشقاء في المملكة، ويعبر عن شكره وتقديره للدول الشقيقة والصديقة المشاركة في مجموعة أصدقاء اليمن على دعمهم لمسيرة التنمية، ولحكومتي المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة على رعايتهما للاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك، الذي سيتم فيه تقييم ما تم إنجازه من قبل فريقي العمل لمجموعة أصدقاء اليمن منذ اجتماع لندن، وكذا تحديد موعد لاجتماع الرياض الذي ستستعرض فيه برامج التنمية في اليمن وسبل دعمها، بالإضافة إلى برنامج الإصلاح ومكافحة التطرف والإرهاب. وأن هناك تنسيقًا يمنيًا خليجيًا فعّالًا لإنجاح الاجتماعات الوزارية لمجموعة أصدقاء اليمن. في الحقيقة كل دول مجلس التعاون الخليجي، والسعودية في المقدمة، لها دور كبير في إنجاح جهود المجتمع الدولي لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة جميع التحدّيات التنموية والأمنية واستكمال الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، ومشاركة فاعلة وإيجابية لدول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع الوزاري المرتقب لوزراء خارجية أصدقاء اليمن، الذي تعد دول مجلس التعاون أحد أعمدته الأساسية، وبما يجعله يخرج بالنتائج المثمرة لمساندة جهود الحكومة اليمنية في القضاء على الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع الاقتصادية والتنموية لمكافحة الفقر ومشكلة البحث عن عمل وتهيئة فرص العمل. أربعة مسارات يمنية * وما أبرز النقاط على اجندة هذا الاجتماع..؟ ** الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك، سيبحث أربعة مسارات متصلة بالاقتصاد وقضايا التنمية والجوانب السياسية والأمنية، ولا سيما مكافحة الإرهاب والتطرف، وسوف يتم وضع الدول المشاركة في الاجتماع أمام ما تم إنجازه من قبل فريقي العمل للمجموعة، منذ اجتماع لندن أوائل العام الجاري، وكذا تحديد موعد لاجتماع آخر سيعقد في الرياض، الذي سيتم خلاله استعراض برامج التنمية في اليمن وسبل دعمها، إضافة إلى أنه ستتم مناقشة، برنامج الإصلاح ومكافحة الإرهاب والتطرف في اليمن. كما سيناقش موضوع دعم اليمن اقتصاديا وتنمويا واستعراض آليات جديدة على المدى الأطول لتلبية احتياجات اليمن التنموية وبما يتماشى مع أولوياتها والتقدم الحاصل في الإصلاحات ومنها الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة وفقا لبرنامج صندوق النقد الدولي وبهدف تأمين دعم أكبر من المانحين والالتزام بتنفيذ التعهدات الدولية الإقليمية لدعم جهود التنمية في اليمن. والاجتماع في مجمله، يصبّ في هذا الاتجاه، بناءً على التقارير التي أعدها فريقا العمل خلال الأشهر الثمانية الماضية، حيث أعدّا تقريرهما وحدّدا مجموعة من القضايا والأدبيات التي يجب أن تعالجها اليمن، وبالتالي ما يمكن أن يقدّم أصدقاء اليمن للحكومة في مواجهة هذه التحدّيات الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة الفقر، وبالتالي فنحن في نيويورك نقوم بعملية المراجعة لما تم في الفترة السابقة ونتّفق على اجتماع سيعقد في الرياض نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم، الذي ستوضع فيه أولويات اليمن وستترجم إلى برامج وهذه البرامج إلى احتياجات مالية لدعمها وسيأتي أصدقاء اليمن لكي يحدّد كل منهم ما الدعم الذي يقدّمه؟ وفي أي مجال؟. الآن بعد هذه الأشهر الثمانية الماضية منذ انعقاد مؤتمر لندن في يناير الماضي، أعتقد أننا يجب أن ننتقل إلى تقديم العلاج لأن هذا ما تحتاجه اليمن من أصدقائها أن يأتوا ويساعدوا اليمن على توفير الإمكانات. لأن التحدّي الرئيسي هو القضية الاقتصادية وكيف يمكن أن نعالج الوضع الاقتصادي وهناك مجموعة من المقترحات مثل قضية الاستثمار وقضية الأيدي العاملة اليمنية وفتح الأسواق أمامها في دول مجلس التعاون الخليجي، لأن هذا الأمر له مردود اقتصادي سريع على اليمن، وقضية الدعم لميزانية الدولة حتى تستطيع أن تقلّل من الآثار نتيجة لعجز الميزانية وغيرها من القضايا. تفاؤل في نيويورك * ما حجم النتائج التي تتوقعون أن يخرج بها اجتماع أصدقاء اليمن؟ ** هناك تنسيق يمني خليجي فعّال لإنجاح الاجتماعات الوزارية لمجموعة أصدقاء اليمن، ومن خلال التحضيرات والحماس الذي يبديه المشاركون في دعم اليمن، تجعلنا متفائلين كثيرا بالاجتماع، وهناك مؤشرات إيجابية بأن يخرج الاجتماع بنتائج تلبي طموحات وآمال اليمن بأصدقائه، خاصة أن التقارير التي أعدها فريقا العمل التابعان لمجموعة أصدقاء اليمن، وهما فريق الاقتصاد والحوكمة وفريق العدل وسيادة القانون، قد استوعبت كل الملاحظات التي أقرت في اجتماع يونيو وتشكيلة الوفد المشارك في الاجتماع. لذلك فاجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك له أهمية وطموحات كبيرة، ونعلق عليه تحقيق النتائج المنشودة، ومنها إنشاء صندوق لدعم التنمية في اليمن وتلبية احتياجاتها الاقتصادية والتنموية والأمنية وإقرار السبل الكفيلة لتأهيل العمالة اليمنية وفتح أسواق العمل الدولية أمامها خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي. وكذلك مكافحة البطالة والتطرف والإرهاب وبناء القدرات اليمنية وإقرار البرامج والأنشطة التي سيتم اعتمادها ودعمها. ومن خلال لقاءاتي الأخيرة بالمتحدّث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في العالم العربي مارتن داي، وسفراء وممثّلي الدول والمنظّمات الدولية، الأعضاء في مجموعة أصدقاء اليمن والمعتمدين لدى اليمن، والتباحث معهم بشأن الإعداد للاجتماع الوزاري في نيويورك، أكّد الجميع أهمية أن يخرج الاجتماع بآليّات تحدّد التزام أصدقاء اليمن تجاه دعم جهود الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات العديدة الراهنة، وبما ينعكس بشكل إيجابي ويمكّن من إحداث تغيير ملموس في الوضع الاقتصادي والتنموي. أهداف صندوق الأصدقاء * وماذا عن أهداف الصندوق الخاص باليمن، الذي سيتم الإعلان عن إنشائه في اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك؟ ** الفكرة التي اقترحتها اليمن على أصدقائه بإنشاء صندوق خاص بدعم التنمية في اليمن، وعلى أساس أن تخصص موارده بدرجة أساسية للأولويات التي تحددها الحكومة اليمنية في الجانب التنموي، وتفاعل أصدقاء اليمن والمانحون بالفكرة، الذين رحبوا بدعم الصندوق بالموارد المالية لتحقيق أهدافه المنشودة.