صدر مؤخرًا الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أميرًا لمنطقة الباحة خلفًا لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز. لن أتحدث عن حقبة الأمير محمد بن سعود، فقد قدم فيها سموه كل ما لديه طيلة الثلاث والعشرين سنة الماضية، (ولا نملك) إلاّ أن نقول شكرًا يا سمو الأمير، وجزاك الله خيرًا عن أي عمل جليل قدمته للمنطقة. بيد أن كلماتي القادمة هي عن المستقبل، وهو الأهم، بل هو الهم الذي يشغل كل أبناء المنطقة صغارهم قبل كبارهم، وهي رسالة موجهة الى الأمير مشاري بن سعود. تأتي يا سمو الأمير إلى منطقة ابتهج فيها الغيم قبل الناس، عندما أعلنوا قدومك، تأتي والألسن تردد قبل رؤيتك مرحبًا هيل عداد السيل، تأتي والقلوب تغرد أنشودة الأمل بفجر جديد تلامس فيه هذه المنطقة أحلامًا طالما راودتها. فهذه الباحة حباها رب العالمين بمزايا عديدة أبرزها موقعها الجغرافي، كأول مناطق الجنوب وأقربها إلى مكةالمكرمةوجدة، وكذلك تضاريسها المتنوعه من سراة (قمم الجبال) وتهامة (الساحل) وبادية (الصحراء)، وكذا إمكانياتها السياحية الطبيعية الخلابة من أجواء ماطرة طيلة العام، وتنوع بيئي رائع يشتمل الأودية والغابات والشلالات والمنتزهات والبر. غير أن مصادر الجمال التي تملكها المنطقة ومنابع الإبداع التي يملكها أهلها كانت وما زالت كغصن البان، وكالشجرة اليانعة لم تحظَ بالسقيا والرعاية الكافية. فمصادر الجمال تحكيه الغابات والأودية والمطلات والشلالات المنتشرة وبكثرة في شتى أرجاء المنطقة، والتي الكثير منها لا يعرفها إلاّ جيرانها، ورغم أنها تحتفظ وبشموخ بسمات وملامح جمالها الرباني إلاّ أنها مازالت تختمر الغياب عن اللائحة السياحية؛ لأنها لم تجد من يخطب ودها، فأصبحت كالعروس الجميلة لم يتأتَ لأهلها التعريف بها، فغفل العرسان عنها حتى بلغت سن اليأس غير أنها ما زالت تحتفظ بجمالها ورقتها وأناقتها. مكامن الإبداع والتفوق لأهالي المنطقة تحكيها جامعات المملكة التي انتشر فيها أبناء وبنات منطقة الباحة وأبهروا أبناء المدن بتفوقهم العلمي أثناء الدراسة وبإبداعهم وتميزهم العملي في معترك الوظيفة. يا سمو الأمير منطقه الباحة تنتظرك بفارغ الصبر لتبوح إليك بأسرارها المكنونة ولتظهر لك جمالها الفتان أنموذجًا للجمال الرباني، ولتقدم لك أبناءها المتميّزين أنموذجًا للإنسان المبدع الخلاق. الباحه تفتح لك ذراعيها، وتمد لك قلبها وفؤادها الذي يئن من هموم سئم الأمل من إيجاد حلول لها.. مشاريع، ومشاريع، ومشاريع كان الجميع يتأمل في تنفيذها كتحلية المياه، والصرف الصحي، وشق الطرق بين مدن وقرى المنطقة، والتي لم يتغير شكلها أو طولها أو عرضها منذ عشرات السنين وغيرها وغيرها من المشاريع الصحية والتعليمية والاجتماعية والسياحية التي كانت أملاً وأصبحت همًّا مع الأيام، هموم لو أطلقت العنان لحروفي لذكرها فلن تكفي الصفحات، ولكني سأختصر المدى في كلمات يغمرها الأمل في قادم سيحيي الفرحة، وسيعيد البسمة، وسيمد يدا بيضاء، قادم اسمه مشاري بن سعود تخاطفت الدموع في عيون الشيوخ والأطفال من أهالي المنطقة عندما سمعوا اسمه، وسألوا عن وصفه وماضيه، وتسارعت البسمات على شفاههم؛ لأن شمعة أضاءت الطريق أمامهم فغدوا يرقبونها علّها تصبح نورًا يسطع في الآفاق، وينير كل الطرقات، ويعيد البسمات ويمحو الجراحات. أهالي منطقة الباحة منذ سماعهم الخبر اتفقوا أن يجمعوا ثمار اللوز، وأوراق الورد وغصون المشمش، والعنب، والرمان، والموز المنتشرة في أسواق الإهمال؛ لينثروه على جنبات الأمل، وعيونهم تراقب الطريق انتظارًا لموعد قدومك، وأيديهم تحمل الريحان والكادي؛ ليجعلوا للعرس فرحًا ورقصًا وحلوى.. يعلنون من خلاله الوحدة بين الحب والوطن. [email protected]