في 14/9/1960م تم تأسيس منظمة أوبك في بغداد من دول لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، ثم توسعت لتضم الآن 12 دولة تنتج 40 في المائة من النفط العالمي، وتتخذ من فيينا مقرًا دائمًا لها منذ العام 1965م بعد أن مكثت نحو خمس سنوات في جنيف. وتعد منظمة أوبك من أهم المنظمات العالمية وأكثرها تأثيرًا بحكم طبيعة المادة المتخصصة بها كونها المصدر الأهم لإنتاج الطاقة التي تعتبر الدينمو المحرك للاقتصاد العالمي. ودور أوبك لا يتوقف فقط على دراسة احتياجات السوق النفطية، والتحكم بأسعار هذه المادة الحيوية، التي تنتهج بشأنها نظام توزيع الحصص بين الدول الأعضاء منذ العام 1983م، حرصًا على عدم إغراق الأسواق أو عدم ممارسة سياسة الاحتكار، لا بل يتعدى دورها ذلك إلى حد أنها من أهم المنظمات التي تساهم في تطوير التنمية الدولية من خلال صندوف “اوفيد” الذي يتم تمويله من الدول الأعضاء دون استثناء. ورغم أهمية الموقع الاقتصادي الذي تحتله أوبك، وما تمتلك من إمكانات ضخمة، فإنها تواجه تحديات متعددة تعمل دائمًا على مواجهتها بالتنسيق مع الدول المستهلكة وعلى رأسها الدول الصناعية بحكم العلاقة الجدلية التي تربط الدول المنتجة بدول الاستهلاك. فمسؤوليتها تطال دائمًا مجالات دعم الاستقرار في سوق النفط العالمي، وتكريس سعر عادل، وإبعاد أي ضرر عن السوق النفطية. وما يشغل بال أوبك اليوم هو كيفية تطوير حقول نفط العراق الواعدة والتي ستحقق إنتاجًا إضافيًا مهمًا خلال السنوات الخمس المقبلة. كما تبدو أوبك منشغلة بكيفية لعب دور أساسي في الحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات، وتحقيق التطور التقني المطلوب. وتوجه أوبك عنايتها إلى كيفية استغلال أموال النفط في حقول إنتاجية بديلة انطلاقًا من قناعتها العلمية القائلة بأن مادة النفط هي مادة ناضبة خلال السنوات المقبلة. كما توجه عنايتها إلى مجال تشجيع الأبحاث الهادفة إلى اكتشاف طاقات بديلة. وليس من باب المبالغة القول إن السعودية لا تزال من خلال ثروتها النفطية بمأمن من أي مخاطر، وبخاصة أن الدراسات العلمية تبين أن احتياطاتها تكفي لثمانين سنة مقبلة وأن هناك احتمال نمو الاحتياط بمعدل 40 في المائة، ولكن هذا لا يعني أن ننام على وسادة من حرير، وأن ننتظر نضوب النفط لنفتش عن مصادر بديلة، وهذا ما تحرص عليه قيادة المملكة، التي ليس بمحض الصدفة تبني الصروح العلمية، وتنشئ المدن الصناعية، وتسهر على تخريج الكادر العلمي المختص من بين أجيال المستقبل التي ستكون هي نفط الغد. [email protected]