تقول بعض الاحصاءات أن أكثر من 25% من نساء المملكة يعانين من السمنة، وأن هناك العديد من المسببات من أبرزها عدم مزاولة الرياضة والركون للنوم والكسل دون مجهود يذكر، أضف إلى ذلك عشوائية الوجبات الغذائية التي تزيد من حالة السمنة بين الجميع. تلك الحالة دفعت إلى إنتشار أعداد كبيرة من مراكز التخسيس وعلاج السمنة في كافة مناطق المملكة، وكثير من تلك المراكز باتت تستغل الظاهرة، وهو ما وجه إليها العديد من الاتهامات بتحولها إلى وسيلة تجارية بحتة هدفها تحقيق الأرباح فقط، بغض النظر عن ما تقدمه من خدمة، وقد اشتكت الكثيرات من مراجعات تلك المراكز من أنها تفتقر إلى المراقبة والضوابط الصحية مما حولها إلى مجرد مراكز صورية. بدون متخصصين “المدينة” التقت العديد من الشاكيات لهذه المراكز الخاصة بمعالجة السمنة، حيث قالت منى القرني، البالغة من العمر 32 عاماً: حينما أنجبت طفلي الثالث زاد وزني بمعدل 6 كيلوجرامات خلال شهر واحد فقط، فلجأت إلى أحد مراكز التخسيس الصحية الخاصة طلباً للعلاج وإنقاص الوزن ولكني فوجئت بعد انتظامي فيه لمدة أسبوعين من أجل العلاج بأن وزني يزداد، وهو ما يدل على أنهم يفتقدون للطريقة العلمية السليمة. وقالت هنادي مهنا: من خلال تجربتي اتضح لي بأن معظم هذه المراكز الصحية المتخصصة في علاج السمنة ماهي إلا أضحوكة وأنها أصبحت تمارس الخداع بمسألة إنقاص الوزن وتحولها إلى عملية ربحية مستغلة كثرة ظاهرة البدانة بين السيدات، ولكنهم يفتقدون المتخصصين. وقالت خديجة أحمد ربة منزل إنها تعاني من السمنة وزيادة الوزن وبالفعل باشرت العلاج في أحد المراكز الصحية الخاصة بعلاج السمنة مقابل أجر متفق عليه، ولكنها بدلاً من علاجها وإنقاص وزنها زاد وزنها بشكل ملحوظ خلال شهر واحد. وتساءلت خديجة: أين هي الضوابط وتطبيق التعليمات بمثل هذه المراكز الصحية ولماذا يترك الحبل على الغارب هكذا لإنشاء مثل هذه المراكز الصحية والتي أصبحت تستغل حاجة الجميع إلى العلاج من مشاكل السمنة وقد تحولت المسألة بالكامل إلى عملية تجارية ربحية لاعلاقة لها بالعلاج لا من قريب ولا من بعيد. المشكلة في الدخلاء ومن جانب آخر تدافع صاحبة أحد مركز التخسيس في جدة، وهي الأخصائية في علاج السمنة، سمية عقيلي قائلة: أن المشكلة تكمن في الدخلاء على هذه المهنة والذين هدفهم فقط الربح السريع وليس العلاج الفعلي.. وأضافت أن وزارة الصحة والجهات المختصة قد إكتشفت العديد من مثل هذه المراكز وتم إغلاقها ومجازاة أصحابها. وعن الفارق بين السمنة وزيادة الوزن تقول سمية عقيلي: هناك فارق بين السمنة وزيادة الوزن، فالسمنة تعني زيادة نسبة الشحوم في الجسم والتي كثيراً ما يكون لها تأثير على الصحة العامة، وتعاني نحو 30 بالمائة من النساء من السمنة في المملكة ويطلق عليهن “البدينات”، وأن السمنة حسب مفهوم منظمات الصحة العالمية وتصنيفها تعتبر مرضاً مزمناً وهي السبب الرئيسي الثاني من أسباب الوفاة بعد التدخين. وتتحدث عقيلي عن بعض المشكلات الصحية المصاحبة للسمنة وزيادة الوزن فتقول: كثيرة هي المشاكل الصحية التي تنتج عن ذلك ومن أبرزها الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري والإصابة بخلل في نسبة الشحوم في الدم، وكذلك تسبب مشكلات في الحركة والتنقل وممارسة النشاطات الإجتماعية، وأيضا التعرض لمشكلات نفسية واجتماعية والإصابة ببعض أمراض السرطان مثل سرطان الثدي وباطنة الرحم والقولون والكلية والإلتهاب العظمي المفصلي ومشاكل صحية أخرى كثيرة يصعب حصرها.