عندما كنّا صغارًا، كانت تتردد على مسامعنا مقولة -مفادها- جميل أن تسمع بالرجال، وبأخلاقهم، وتواضعهم، وبشاشة وجوههم. وهذا أمر محبّذ، ولكن أن تجلس مع هؤلاء الرجال، وتسمع منهم، وترى بعينيك ما سمعته؛ فذلك شيء كبير. وهكذا أنت يا سمو الأمير الإنسان المهذّب تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، من الرجال الذين سعدتُ بمجالستهم، ورأيت معاملتك العذبة، وبشاشة وجهك، وأخلاقك الجمّة، ونفسك التي تحمل صفاءً، ونقاءً، ومحبةً لمن حولها. نعم يا سمو الأمير.. أجدني اليوم أمدحك تقديرًا، واحترامًا، وإجلالاً، وأعرف أنك لا تحبّ المدح؛ فاعذرني، فهذه مشاعري تجاه ما رأيته في مجلسك، فمن العدل أن يكون الحق أمامنا حتى نقرأ تفاصيله. ونحن نتحدّث بوجودك أيُّها الإنسان، ونخبة من ضيوفك الكرام، وكأنني أقرأ في أعينهم تقديرك، واحترامك، ومحبتك، نتحدّث عن إنجازات الشهم خادم الحرمين الشريفين، نقرأ هذا العهد الذي نعيشه، عهد الحب والعطاء، نتحدّث في مجلسك العامر، كيف أصبحت بلادنا منارًا لكل قاصد، وأنت يا مهذّب يا تركي بن عبدالله تستمع كابن من أبناء هذا الوطن الذي تعشقه انتماءً وحبًّا برؤيتك الثاقبة، وتفاؤلك الجميل. أعرف يا سمو الأمير أنك أكبر من كل كلمة مدح وثناء، وأنك أغلى من كل لقب، ولكن حرية التعبير تفرض عليَّ كتابة كلماتي هذه؛ لأنك إنسان مهذّب قبل كل شيء، وكأنّك تشير إلى أن الإنسانية مفهوم جميل، يحمل بين طيّاته أروع الانتماءات، ومن هذه الانتماءات انتماء الوطن الذي نعيش على ترابه. ** كيف لا يا تركي بن عبدالله؛ لأنت وجه مضيء على جبين هذا الوطن، وكأنني أنظر إليك بذلك اللبس الوطني، وأنت تعتز بالمشاركة السعودية المتميّزة للقوات الجوية الملكية السعودية، والقوات البرية ممثلة بوحدات المظلّيين، وقوات الأمن الخاصة في تمرين العلم الأحمر، والعلم الأخضر 2010م، والذي أُقيم في قاعدة نلس بولاية نيفادا الأمريكية، وقد جاءت كلماتك تحمل حب وعشق هذا الوطن، وقلت إن المشاركة السعودية كانت ناجحة بكل المقاييس، وأن مشاركة المجموعة لأول مرة في تمرين العلم الأخضر، تعدُّ أول مشاركة لدولة من دول الشرق الأوسط. دعني يا تركي بن عبدالله أن أسطر كلماتي الصادقة لك أيُّها الإنسان، فقد تشرّفتُ بك ثاني أيام العيد في مجلسك العامر، ودعني أقل بكل صراحة: إنك تتمتع برصيد من الحب والتقدير الصادق، ثم دعني يا تركي بن عبدالله -بعيدًا عن الألقاب- أن أخبرك أن هذا التقدير لم يأتِ إلاّ نتاج توفيق المولى، ثم تواضعك، وأخلاقك العذبة، وبشاشة وجهك.. فحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلانًا، فأحببه فيحبه جبريل؛ فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. أخيرًا: اسمح لي يا سمو الأمير أن أسمّي تلك الليلة في مجلسك الطيّب ليلة حب الوطن الغالي، وهل هناك شيء أسمى من الوطن الذي نزهو به، وعلى جبينه الشهم خادم الحرمين الشريفين؟ وكفاك أنك ابن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. [email protected]