قال اشخاص يعرفون الواعظ المسيحي الذي حظى بشهرة عالمية وإدانة في الوقت نفسه بسبب تهديده بحرق المصحف انه يطلب الطاعة التامة والعمل دون مقابل من اتباعه المحدودين جدا وانه يبيع الاثاث المستعمل من مقره. وطرد هذا الشخص من كنيسة كان يرأسها في المانيا على يد اتباعه. وحتى ابنته تقول : إنها تعتقد انه فقد عقله في حملته المتعصبة ضد الاسلام. واكتسب تيري جونز - وهو قس متزمت لم يكن معروفا من قبل عمره 58 عاما وله شعر رمادي وشارب اشعث - اهتماما عالميا بمقترح احراق المصحف، ووصفت ايما جونز ابنته التي لا تعيش معه الكنيسة بأنها نهج يجبر على الطاعة من خلال "العنف العقلي" ويهدد بعقاب الله. وقالت انه تجاهل رسائلها عبر البريد الالكتروني التي حثته فيها على عدم حرق المصحف. وقالت لموقع شبيجل اونلاين الالماني: "اعتقد انه اصبح مجنونا." وبدا ان الرئيس الامريكي بارك اوباما لم يرد تدعيم الشهرة المفاجئة التي نالها جونز عندما أشار اليه في مؤتمر صحفي يوم الجمعة باعتباره "الشخص الذي في فلوريدا" دون ذكر اسمه، ولكن اوباما قال ان حرق المصحف يمكن ان يضرّ بشدة بالولاياتالمتحدة في الخارج ويعرض حياة الامريكيين للخطر، وهناك بضع عشرات فقط اعضاء في مركز الحمائم للتواصل العالمي غير الطائفي في جينسفيل بولاية فلوريدا الذي يتزعمه جونز. وقبل اطلاق مدير الفندق السابق دعوة "يوم حرق القرآن العالمي" -- والمعلقة الان - لم يكن معروف تقريبا سوى لجيرانه في جينسفيل وطائفته السابقة في كولون بالمانيا. ومنتقدو جونز يصفونه بأنه رجل متسلط يقول : إن العمل من اجل كنيسته المغمورة هو الطريق الوحيد للخلاص وان تركها سيجلب اللعنة، وذكرت صحيفة جينسفيل صن ان اعضاء حمائم العالم يعيشون في ابنية مملوكة للكنيسة او لجونز وزوجته سيلفيا ويعملون 40 ساعة في الاسبوع كمتطوعين في حزم وبيع الاثاث المستعمل والترويج لشعارات مناهضة للاسلام على الانترنت. وخسرت حمائم العالم في العام الماضي جزءا من الاعفاء الضريبي الذي تتمتع به الكنائس الامريكية عندما انتهى الخبير المحلي الى ان جزءا من الممتلكات استخدم لاعمال هادفة للربح وبالتالي يخضع للضرائب. وذكرت جينسفيل صن في تقرير العام الماضي نقلا عن سيلفيا جونز قولها ان الكنيسة في جينسفيل تدير كذلك اكاديمية خضع فيها ستة طلاب مقيمين لبرنامج مدته ثلاثة اعوام يهدف الى تحطيم كبريائهم وتعليمهم "اذلال انفسهم ليس فقط امام عظمة الله ولكن امام البشر ايضا." ويقسم جونز وقته منذ عام 2001 بين فلوريدا والمانيا. واطيح بجونز في 2008 من كنيسة جماعة كولون المسيحية التي كان يديرها في المانيا حيث عاش هناك لعقود. وقال موقع شبيجل اونلاين ان جونز عزل بسبب تطرفه وشك في ارتكابه مخالفات مالية، وقال اندرو تشافير - وهو مسؤول في كنيسة بروتستانية عن مراقبة الطوائف في منطقة كولون - ان جونز بدا انه ذو "شخصية مضللة" ويمحو عقول اتباعه. وقال ان اعضاءها الذين تراوح عددهم بين 800 و1000 طلب منهم العمل في الانشطة الخيرية لبنكه الغذائي. وقال جونز : إن الشواذ شياطين - ومن بينهم حاكم جينسفيل المثلي - واستهدف الاسلام بشكل متزايد في دروسه قائلا ان المسلمين يحاولون السيطرة على الولاياتالمتحدة وتطبيق احكام الشريعة. وكان الاطفال في طائفته في فلوريدا يرسلون الى المدرسة وهم يرتدون قمصانا كتب عليها "الاسلام من الشيطان" حتى حظر مسؤولو المدرسة تلك القمصان، وقال لوك جونز ابن جونز للصحفيين : إن هدف المجموعة من احراق المصحف هو "مواجهة ديانة نعتقد أنها تؤدي بالناس الى الجحيم."