قال الشيخ عبدالعزيز الشريدة امام مسجد الريعان بحي القادسية بمدينة الدمام : إن المساجد في الماضي كانت منارات للعلم ومحطات للتزوّد بالثقافة،والنصح والارشاد والتواصي بالحق والصبر ومدارس للخير والفضيلة،وجامعات لتخريج العلماء والدعاة وكانت رمزا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,أما في يومنا هذا فقد قصّرت بعضها في رسالتها وأصبح الكثير منها لا يفتح إلا في أوقات الصلوات المفروضة فقط ،وبعد الإنتهاء من الصلاة تغلق،ولا يستفاد من رسالة المسجد الاستفادة الكاملة،ونجد اليوم تقصيرًا من بعض روادها إلا ما رحم ربك بالإضافة لنوم البعض في المساجد وجلبهم للأطعمة، عدا عن التدافع عند الدخول والخروج، وتخطّي رقاب المصلّين ، وعند الإنتهاء من الصلاة نشاهد بسطات الخضار أمام المساجد وخصوصاً يوم الجمعة. * ما اسم المسجد الذي تصلي فيه؟ وكم عام لك وانت تؤم المسلمين؟ اسم المسجد (الريعان) بحي القادسية بالدمام * منذ بداية أزمة الخليج متطوعاً ثم تعينت رسمياً بذلك المسجد من شهر محرم عام (1414ه * كيف تنظر الى حجم المسؤولية على عاتقك في هذا الجانب؟ _الإمامة في الصلاة ولاية شرعية ذات فضل، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله)) ومعلوم أن الأقرأ أفضل. _الإمام في الصلاة يُقتدى به في الخير، ويدلّ على ذلك عموم قول الله عز وجل في وصفه لعباد الرحمن، وأنهم يقولون في دعائهم لربهم: ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً.) . المعنى: اجعلنا أئمة يقتدى بنا في الخير، وقيل: المعنى: اجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير . * ماهي أهم معاناتكم خلال امامة المسجد؟ أهم المعاناة التي واجهتها في المسجد هي إيقاف السيارات أمام مدخل المسجد مما يعرقل حركة المصلين. * تواجد المتسولين والمتسولات في المسجد. *حضور بعض المصلين بملابس غير لائقة وبعض المصلين يأتي بثياب متسخة ويزعج من بجانبه برائحته غير المقبولة وخاصة في فصل الصيف والرطوبة العالية. * تعرض دورات المياه الخاصة بالمسجد للعبث والتكسير وبعض الكتابات والعبارات غير اللائقة. تدخل بعض المصلين بشؤون المسجد بدون إذن والتدخل بواجبات الإمام مثل الاستعجال أو التأخير في إقامة الصلاة ,والعبث بأجهزة التكييف. * ما دوركم تجاه حثّ المتراخين من سكان الحي في اداء الصلاة بالمسجد؟وكيف تتعاملون مع فئة الشباب في هذا الجانب؟ من المعلوم أن صلاة الجماعة فريضة، وأنه لا يجوز للقادر أن يتخلف عنها، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد هممت أن آمر الناس بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار"، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً. * عادة يلجأ سكان الحي لإمام المسجد لحل قضاياهم وبعض المشاكل التي تعترضهم . اين يكمن دوركم في هذا الجانب؟ وهل لك ان تحدثنا عن اهم القضايا التي تم حلها؟ التصدي لهذه المشكلات والسعي لحلها من خلال المسجد- وأهم وسائله الكلمة والموعظة – من خلال مجلس أسبوعي يقام لجماعة المسجد يحل فيه بعض القضايا المهمة فهو من أقوى الوسائل وانجحها وهو مجرب .ومن هذه المشكلات (نظافة الحي- مشاكل الجيران والتهاجر بين الجار وجاره- إصلاح ذات البين- الفقر- التدخين- الشباب والفراغ * هل يوجد بالمسجد درس يومي لأهم فتاوى العلماء؟ وكيف ترى تفاعل المصلين معها؟ هناك درس خاص بعد العشاء قراءة من كتاب (فتاوى اللجنة الدائمة) والكثير متفاعل مع هذا الكتاب لأن المسلم يحب أن يسمع ما ينفع دينه * هل يوجد بالمسجد حلقات لتحفيظ القرآن الكريم ؟ ومامدى تفاعل سكان الحي معها؟ هناك حلقة خاصة لطلاب الأبتدائي والمتوسط بعد صلاة المغرب وهناك اقبال كثير من الطلاب على تلك الحلقة يصل عددهم (25) طالباً * هل لك ان تحدثنا عن اغرب المواقف التي حدثت معك خلال امامة المسجد ؟ وكيف تعاملت معه؟ من المواقف عندما كنت متطوعاً لإمامة المسجد في أزمة الخليج عدم حضور المصلين لصلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر كنت أقيم الصلاة لوحدي في المسجد بدون مأمومين , ومن المواقف في بداية الإمامة الخوف والرهبة الشديدة. ومن المواقف كنا نصلي صلاة الظهر وفجأة في الصف الأخير سقطت من السقف طبقات اسمنتية مما احدث صوتا شبيها بالانهيار وهروب بعض المصلين أثناء الصلاة , ومن المواقف صرصور يتجول بين أرجل المصلين مما أحدث بعض الربكة للمصلين وهروب الأطفال وبكائهم.