أكد د. علي جمعة مفتي مصر وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن المسلمين يجب أن يعبدوا الله عز وجل كما يريد وليس كما يريدون، فالإرهابيون ومن يقومون بالتفجير والتخريب مشكلتهم الأساسية أنهم يعبدون الله كما يريدون هم وليس كما يريد رب البرية سبحانه وتعالى، فالإرهابي يرى من حوله كفارًا وهو المؤمن الوحيد وأنه من دوافع إيمانية خاطئة يريد القضاء عليهم وهؤلاء الإرهابيون هم أبالسة البشر فهم يفعلون كما فعل إبليس مع الله عز وجل عندما أمره بالسجود لآدم عليه السلام فامتنع وقال: “أأسجد لما خلقت طينًا”.وأضاف مفتي مصر خلال مشاركته في ملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف أن المسلمين يمتلكون مليون ومائتي فرع فقهي هي ميراث الفقه الإسلامي وقد لا يستطيع العالم حفظ هذه الفروع كلها ولكنه يحفظ القواعد والضوابط وهذه القواعد والنواظم ضابطة للعلم الشرعي الشريف والتي من خلالها يستطيع العالم استخراج الأحكام كلها من الفروع الفقهية، وكأن علماء الإسلام قد بنوا جهازًا علميًا كبيرًا في عقل طلبة العلم من أجل هذا الاسترجاع وهذه الاستفادة مع الكم الكبير من التعامل مع أمور الحياة. وأوضح د. جمعة أن أمة الإسلام هي أمة العلم وجاء المسلمون العلماء خاصة للتدقيق وسماع العلم ولذلك لم يكونوا يخشون الانفتاح على العالم ،وكانوا يقولون “الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها”، وإن مراتب القصد في النية خمسة وهي: الهاجس والخاطر وحديث النفس وهم وعزم، والعزم هو القصد المؤكد وإن الأربعة الأولى كلها رفعت ومعفو عنها وهذه خاصية من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم سوى الأخير وهو العزم أو النية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات” ومحل النية القلب وحكمها أول الفعل غالبًا وهي تفرق بين الأداء والقضاء وبين الفرض والنفل، فأين هذا المنهج وهذه الروح التي كادت تفقد منا ونحن أمة العلم والفكر والتقوى وهذه أمة لا تقوم ولا تكون ولا تستمر إلا بالعلم ولذلك ينبغي على المسلمين أن يسترجعوا لواء العلم كما علمهم أسلافهم . وأشار إلى أن الله عز وجل أمر عباده بقراءة كتابه المنظور والمسطور وأمرهم بالعلم وسؤال العلماء قال تعالى “إنما يخشى الله من عباده العلماء”،وقال “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”، وبين أن العلم طريق طويل لا يعرف النهاية ولا يعرف كلمة أخيرة فقال “وقل رب زدني علمًا”، فالعلم منة الله عز وجل على المسلمين ولذلك فهناك لهف وشهوة يمتلكان طالب العلم دائمًا لتحصيل ذلك العلم وهذا الحال سيطر على المسلمين بتوفيق الله عبر القرون والعصور ،ولذلك رأيناهم علماء وفقهاء ومفكرين ومدققين، ولذلك قال الشيخ الزيدوري إن هناك خمس مراحل لصياغة العلم أولها التحقيق وثانيها التدقيق وثالثها الترقيق ورابعها التنميق وخامسها التزويق، واهتم المسلمون بصياغة العلم، ونحن في رمضان نهتم بنقل العلم بشأن الصيام وهو كما قال العلماء له ركنان: الأول النية والثاني الإمساك، ولكن العالم المفكر يقف عند النية ويتعمق ويقول إن النية لها سبعة أحكام فلا بد أن ندركها وأن نتعلمها وأن نحفظها والرسول صلى الله عليه وسلم قال “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” والنية هي التي تصحح سلوك الإنسان وهناك سبعون بابًا من أبواب الفقه نرى فيه النية منها الصيام بدءًا من الوضوء وانتهاءً بباب قديم تخلصنا منه وهو باب العتق، حيث اتفق المسلمون مع العالم على إنهائه لأن الشرع الشريف يتشوق إلى الحرية وإلى إنهاء هذا النظام وقد انتهى، وأبواب النية بشأن الصيام يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، “من لم يجمع النية بالليل فلا صيام له”، والنية في الصيام لها سبعة أحكام جمعها بيت شعر يقول “حقيقة حكم محل وزمن ... كيفية شرط ومقصود حسن”، فيجب أن يحقق المسلمون شروط النية في أعمالهم حتى يتقبل الله منهم.